كتب شادي هيلانة في "أخبار اليوم":
تتخوف اوساط سياسية بارزة، من حصول أحداث أمنية قد تهدد العملية الانتخابية اللبنانية، بعد معادلة عرقلة الحكومة الميقاتية، وإستهداف القضاء عبر محاولة نسف العدالة بدءا من ملف تفجير مرفأ بيروت، وصولاً الى ضرب إمكانية قيام الدولة.
وفي هذا الاطار، تصف الاوساط، العبوة التي فككها الجيش اللبناني امس في بشامون، بأنها رسالة أمنية موجهة الى كافة التوجهات السياسية حكومياً وقضائياً، ولم تستبعد من انّ تكون بداية لمسلسل متنقل يهدف الى زعزعة الاستقرار.
وكان قد عثر في احدى منازل بلدة بشامون على عبوة معدة للتفجير، كانت موضّبة داخل علبة شوكولا، وصلت إلى ابنة عميد في الجيش اللبناني، لكن عطلا تقنيا أصابها.
وفي السياق الأمني، هناك من يعتبر "علبة بشامون" نوعاً من المناورات السياسية والأمنية والقضائية، انطلاقا مما فضحته مجريات الاحداث العراقية. ومنها الانتخابات، حيث في لبنان إما أنّ تكرِّس السيطرة على البلد لسنوات مقبلة وإلى أجل غير مسمّى وإما أنّ يذهب نحو تغيير بدءا من خلق قيادة جديدة، ومن له أذنان سامعتان فليسمع دوي انفجار المسيّرات في بغداد.
وعليه، تسود حالة من الترقب والحذر، التي تخيم على الأجواء السياسية في لبنان، وعن ارتدادات التطورات على وضع الحكومة، حيث يرى المراقبون انّ الحكومة باقية مهما بلغ العصف الكلامي حدّة، لأنه في حال طارت حكومة ميقاتي، طارت الانتخابات النيابية بالتأكيد ومعها الانتخابات الرئاسية حكماً، لذا المشاورات ما زالت حول النقاشات القانونية والبحث عن مخرج يرضي مختلف الأطراف.
ومن جهة أخرى، تعبر مصادر امنية سابقة لوكالة "أخبار اليوم"، عن هواجسها، حيال الأمن والفتنة التي عادت تطل بقوة من نوافذ مختلفة، وعلى خطوط التماس الطائفية والمذهبية القديمة. ويضاف إلى ذلك طبعاً هواجس العودة إلى الاغتيالات.
ويبقى السؤال، امام هذه البلبلة السياسية، هل يطير الإستحقاق الانتخابي والحكومة معاً، إزاء الخلافات الداخلية الحادّة، والعلاقات السلبية بين لبنان ومحيطه العربي، إضافة الى ارتدادات امنية تبرد "القلوب القلقة" من الانتخابات؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك