أقيم إحتفال في جبل محسن، لمناسبة عيد الإستقلال، برعاية قائد الجيش العماد جوزاف عون ممثلا بالعميد المهندس إبراهيم درنيقة، بدعوة من رجل الأعمال عبدالله الحوراني، تخلله إزاحة الستار عن "نصب الجيش اللبناني حامي الإستقرار وعن ضريح الشهداء العسكريين"، وفي حضور رئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض يمق وممثلين عن رؤساء الطوائف والمرجعيات الروحية والدينية الإسلامية والمسيحية وعن الاجهزة الامنية في طرابلس والشمال ونقباء المحن الحرة واتحادات ونقابات العمال والجامعات الخاصة والرسمية وحشد من اهالي جبل محسن.
بداية، كلمة لعريف الإحتفال الشيخ محمود حيدر، ثم عزفت فرقة من موسيقى الجيش النشيد الوطني، تلاه الوقوف دقيقة صمت عن أرواح الشهداء، بعدها القى الشاعران أحمد سلمي وايلي الزير مجموعة قصائد من وحي المناسبة.
ثم تحدث رئيس البلدية رياض يمق، فقال: "يسعدني ان اعبر عن سروري لمشاركة بلدية طرابلس في هذه الاحتفالية الوطنية التي تجسد اصالة المدينة ودورها الريادي وحضارة اهلها، انها مدينة العلم والعلماء، مدينة العيش المشترك، مدينة الوطنية التي تحتفل كعادتها سنويا بالاستقلال، الاحتفال اليوم في إطار سلسلة احتفالات طرابلس، لكنه يأتي بنكهة محبة وإخلاص للجيش اللبناني البطل ولدوره الريادي وايضا الى شهداء الجيش الذين رووا التراب الوطني بدمائهم الزكية، وما وجودنا في جبل محسن للاحتفال مع الأستاذ عبدالله الحوراني الا تجسيدا للعيش المشترك ورفضا لكل جولات العنف السابقة، ودعوة لتشابك سواعدنا جميعا مسلمين سنة وعلويين، ومسيحيين موارنة وروم ولخدمة طرابلس التي تحتاج الى جهودنا في هذه الأيام، ويكون لسان حالنا للدولة اللبنانية وللدول الشقيقة والصديقة بان طرابلس بحاجة للمساعدة وبحاجة للحماية ممن يتربصون بها ويزجون اسمها وتشويه صورتها ونعتها مرة بالطائفية واخرى بالارهاب والتطرف، وجودنا هنا في هذا الإحتفال هو البرهان القاطع لدحض الافتراءات والتشويه المتعمد".
أضاف: "ونحن نتحدث عن الإستقلال، لا بد لنا الا ان نعرج الى دور رجالات الإستقلال في طرابلس الذين نفتخر ونعتز بهم، بدءا من رجل الاستقلال الرئيس عبد الحميد كرامي، وصولا الى ذكرى استشهاد 14 شابا من خيرة شباب طرابلس، سقطوا في 13 تشرين الثاني في مواجهة دبابات الإحتلال الفرنسي عام 1943، وقامت البلدية أثناء رئاسة الدكتور نادر غزال بإحياء ذكراهم من خلال انشاء نصب تذكاري على بوابة مقبرة الشهداء، بجوار جامع طينال في باب الرمل، عرفانا بفضلهم وتخليدا لذكراهم المشرفة، وسنويا نضع اكاليل الزهر على هذا النصب".
وتابع: "الاستقلال اليوم يكاد ان يكون منقوصا نظرا لشدة الضائقة التي يمر بها الوطن وكثرة المشاكل والازمات التي يرزح تحت وطأتها المواطن، لن اعدد اسباب الضائقة ولا الأزمات فالكل بات يعيش في خضمها، ونأمل ان تتمكن الحكومة من ايجاد مخارج النجاة وإعادة البلاد والعباد الى حياة ولو بالحد الأدنى من العيش الكريم".
واكد ان "الاستقلال مصدر عزتنا ومرتكز منعتنا وهو اللحمة التي تجمع اللبنانيين، بعيون ساهرة وسواعد قوية من الجيش اللبناني والقوى الامنية التي تزود عن استقلالنا كل يوم، وتتصدى لكل المتربصين به شرا".
وختم: "اتقدم بأسمى واسم المجلس البلدي بالتهنئة والتبريكات للجيش والقوى الأمنية، كيف لا وهذا يوم وطني بإمتياز نجتمع تحت رايته، في مدينتنا الصابرة التي تستحق منا كل الوفاء وكل العمل، حيث تتوفر فيها كل المقومات الجغرافية والمادية والعلمية، ونتطلع معكم الى التنمية المستدامة والى الإنماء والإعمار المتوازن بعد حرمان وتهميش، بعد مرحلتي العثمانيين والانتداب الفرنسي حيث كانت طرابلس من أهم المدن على البحر المتوسط، أدعو الله ان يعم الأمن والأمان والاستقرار في طرابلس، وفي وطننا لبنان الحبيب".
كلمة الختام، لصاحب الدعوة الحوراني، فرحب بالحضور، ومجددا "العهد والوفاء للوطن ولجيش الوطن ولذكرى شهدائه وشهداء الأجهزة الأمنية من أبناء جبل محسن الذين لم يبخلوا يوما بدمائهم دفاعا عن وحدة لبنان وعزته وكرامته".
وقال: "ها نحن اليوم نرفع الستار عن نصب الجيش اللبناني حامي الإستقرار الذي أقمناه في ساحة الجيش اللبناني، مجددين العهد والولاء لجيشنا البطل، مستذكرين شهدائه الذين سجلوا أسماءهم بأحرف من نور ودوناها على ضريح بإسمهم كي يبقى هذا النُصب رمزا للشرف والتضحية والوفاء ولكي يكون نبراسا يهدي أبناءنا في الأجيال القادمة، وهم الشهداء النقيب غسان سليمان، الملازم خضر عيد، المعاون حاتم الحاتم، الرقيب الأول محمد النشار، الرقيب طالب ماما، الرقيب يوسف عبدو، العريف غصوب حسن، العريف محمد سليمان، العريف خضر محمد، العريف حسن ديب، الجندي أحمد مصطفى، المجند حيدر المرعي، المجند جبريل العباس، والمجند ذو الفقار صالح".
واكد ان "الجيش اللبناني هو الضامن لأمن البلاد وإستقرارها.
وأخيرا، أزاح العميد درنيقة ويمق والحوراني الستار عن النصب التذكاري للجيش وضريح الشهداء العسكريين.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك