أقيم احتفال تأبيني لمناسبة مرور أربعين يوما على رحيل عضو اللجنة المركزية في التنظيم الشعبي الناصري أمين سر فرع الضاحية الجنوبية محمد طه رحال، تخلله تلاوة آيات من القرآن الكريم ومجلس عزاء، حضره الى جانب عائلة الراحل وآل رحال وأصدقائه، الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب أسامة سعد واخوان الفقيد في التنظيم فرع الضاحية الجنوبية.
وألقى النائب سعد كلمة قال فيها: "في ذكرى مرور أربعين يوما على رحيل المناضل والمربي الفاضل الأخ الأستاذ محمد طه رحال رحمه الله نشعر بالمزيد من الحزن والأسى لغيابه، ونزداد إدراكا لفداحة الخسارة.
في هذه المناسبة نجدد، باسمي وباسم التنظيم الشعبي الناصري، توجيه التعازي القلبية الحارة إلى عائلة الفقيد وعموم آل رحال الكرام، وإلى أصدقائه ومحبيه وإخوانه في فرع التنظيم في الضاحية الجنوبية، وإلى سائر أهالي برج البراجنة".
أضاف: "المناضل الفقيد كرس حياته للدفاع عن حقوق الشعب اللبناني، ومن أجل حماية وحدة لبنان وعروبته وتطوره الديموقراطي، والتضامن مع القضايا العربية، وفي طليعتها القضية الفلسطينية. كما أفنى عمره في تعليم الأجيال الناشئة، وتزويدها بالمعرفة والقيم الإنسانية والثقافة الوطنية. وخاض معارك الدفاع عن التعليم الرسمي، وعن العمل النقابي الديموقراطي المستقل في مواجهة سياسة مصادرة النقابات وتدجينها من قبل قوى السلطة. وقد برز اهتمامه بالثقافة الوطنية في التجمع الثقافي العربي في لبنان. كما تجسد اهتمامه بالشباب في رابطة الشباب الاجتماعي اللبناني التي ترأسها.
ويقدر التنظيم، وبخاصة إخوان الفقيد في اللجنة المركزية، تقديرا عاليا إسهاماته القيمة في عمل التنظيم الداخلي، ومن بينها المشاركة في صياغة البرنامج السياسي والنظام الداخلي. ولا يساورنا أدنى شك في قدرة الأجيال الشابة، التي أولاها الراحل المناضل كل الاهتمام، على مواصلة طريق النضال من أجل إنقاذ لبنان، وتمهيد السبيل أمام التغيير السياسي والتغيير في سائر المجالات بهدف انتشال البلد من قعر الهاوية، ومن جحيم الانهيارات التي أوقعته المنظومة الحاكمة في جحيمها".
وتابع: "في ظل تفاقم المآزق السياسية، وتعمق الانهيارات المالية والاقتصادية والاجتماعية، وغياب الدولة واضمحلال دورها ومؤسساتها وخدماتها، لم تعد الغالبية الساحقة من اللبنانيين قادرة على توفير مقومات العيش، ولا تأمين الغذاء، أو الدواء، أو التعليم لأولادهم. ولم يعد أمام الشباب سوى الهجرة لمن استطاع إليها سبيلا. فالدواء والاستشفاء لم يعودا متاحين إلا للأغنياء فقط. أما سائر الناس فليس أمامهم إلا الموت أمام أبواب المستشفيات أو الصيدليات. يقال أن مافيا الأدوية أقوى من الدولة، إلا أن الواقع يقول أن هذه المافيا تحظى برعاية السلطة وحمايتها، فالمتنفذون في هذه السلطة هم شركاء المافيا. والدولار يحلق أعلى فاعلى كل يوم في السوق السوداء، ومافيا المال تتحكم بهذه اللعبة بمشاركة المصارف والصرافين وتحت أنظار المصرف المركزي، بل برعاية المصرف المركزي ومشاركته. أما القدرة الشرائية للعملة الوطنية فباتت في خبر كان. فأين المصرف المركزي ووزارة المالية والحكومة من مسؤوليتهم عن حماية العملة الوطنية وقدرتها الشرائية؟ والحديث عن المافيات يطول، مافيا المولدات، والمحروقات، واحتكارات المواد الغذائية وغيرها، إنه حكم المافيات بالشراكة مع المنظومة السياسية الفاسدة، منظومة العجز والفشل والقتل والانهيار التي أوقعت الشعب اللبناني في هاوية الفقر والحاجة والذل، وتقوم بتدمير مؤسسات الدولة، وتعريض البلد لمخاطر الفوضى والاحتراب الأهلي وحتى خسارة الوطن".
وقال سعد: "في مواجهة الانهيارات والمآسي والمخاطر انتفض شباب لبنان. وفي مواجهة الحلف الجهنمي بين السلطة ومافيات المال والاحتكار ثار اللبنانيون مطالبين بالتغيير. وهو ما يضع على كاهل قوى التغيير مهمة العمل على توحيد جهودها، وتبني برنامج للتغيير الشامل يضع لبنان على سكة التعافي والخلاص.
في المقابل لا تقوم السلطة إلا بما يزيد الانهيار ويضاعف المعاناة، من خلق الأزمات والتوترات، إلى التغاضي أو التواطؤ مع المهربين والاسواق السوداء، وإلى رفع الدعم عن المواد الغذائية والأدوية والمحروقات من دون توفير أي بديل.
وهي فوق كل ذلك تعد العدة، من خلال خطتها للتفاوض مع صندوق النقد الدولي، للاستيلاء على ما تبقى من أملاك الدولة، ومؤسساتها، وعقاراتها، واحتياطها من الذهب، وذلك تحت عناوين الخصخصة وتوزيع الخسائر، والصندوق السيادي.
الخسائر المقدرة بعشرات المليارات من الدولارات، والتي ذهبت بمعظمها إلى جيوب أصحاب السلطة وأصحاب المصارف، يجري تحميلها للمودعين ولأبناء الشعب عموما. وهم لا يكتفون بما سرقوه حتى اليوم، بل يسعون أيضا لسرقة ما تبقى من أملاك الدولة، أي الأملاك العامة للشعب اللبناني. كما تلجأ المنظومة الحاكمة إلى سلاحها التقليدي المفضل الذي يضمن تسلطها على الناس، سلاح الشحن الطائفي، وافتعال الصراعات الطائفية بذريعة حقوق الطوائف. غير أن اللبنانيين الذين وحدتهم المأساة والمعاناة، باتوا بغالبيتهم أكثر قدرة على كشف ألاعيب المنظومة الحاكمة، كما باتوا أكثر وعيا بمصالحهم وأكثر تمسكا بالانتماء الوطني".
وختم سعد: "نعاهد فقيدنا الغالي أن نواصل السير على الدرب الذي سار عليه، درب النضال من أجل حقوق الشعب اللبناني والعدالة الاجتماعية، ومن أجل بناء الدولة العصرية الديموقراطية السيدة، وحماية وحدة لبنان وعروبته واستقلاله في مواجهة العدو الصهيوني".
كما كانت كلمة لعائلة الفقيد تلاها الدكتور قاسم رحال، وقال: "لمن الصعب علينا تأبين هذه الشخصية العصامية التي أفنت حياتها في خدمة الانسان، لقد عرفناه انسانا بحق، والانسانية مجبولة في دمه، وهو الاستاذ والمربي الملتزم والناشط الاجتماعي والناشط السياسي والمناضل العروبي الشرس في كافة ميادين الحياة".
أضاف: "ابو جميل على المستوى السياسي والفكري آمن بالوحدة العربية دينا والناصرية نهجا، كان من اوائل من خطب خلف العظماء، عنيت القائد الكبير جمال عبد الناصر".
وتابع: "العزيز الراحل جسدا، الحاضر فكرا، ابو جميل رجل العمل الاجتماعي والثقافي في كل الأزمنة الصعبة حيث عمل بصمت العارفين وحكمة القادة دون كلل او ملل".
وختم: "إن عدد المسؤوليات التي تبوأها فقيدنا الغالي في نفس الوقت تظهر مدى شغفه للعمل الثقافي والاجتماعي والسياسي طوال هذه السنوات. فقد ساهم مع مجموعة من أبناء العائلة في احياء رابطة ال رحال في برج البراجنة في منتصف ثمانينات القرن الماضي ايمانا منه بان يد الله مع الجماعة".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك