أحيت منفذية الكورة في الحزب السوري القومي الاجتماعي، مناسبة تأسيس الحزب في حضور رئيسه ربيع بنات، رئيس المجلس الأعلى عامر التل ونائب رئيس الحزب ربيع زين الدين وممثلي مجلس إنماء الكورة وعدد من رؤساء بلديات الكورة والمختارين ورؤساء أندية وجمعيات مدنية.
استهل الاحتفال بالنشيد اللبناني تلاه نشيد الحزب، وتلا عريف الاحتفال الطالب موريس النجار كلمة، قبل أن يلقي المنفذ العام للكورة هنيبعل كرم كلمة المنفذية تحدث فيها عن تاريخ تأسيس الحزب في 16 تشرين الثاني 1932. وشدد على أن "وحدة الجماعة/المجتمع وسلامتها وصحتها وحياتها الرغيدة، هدف نسعى إليه بما لدينا من فكر وخطة ورؤية وضع أسسها ومعالمها أنطون سعاده وقدم دمه في سبيل نجاحها ونجاح الأمة وفلاح الوطن".
ورأى أن "المركبات السياسية لم تستطع أن تسير بنا، شعبا وأحزابا ونخبا وطوائف، إلى دولة قوية سيدة، فالذي جلب هذا الويل هو نظام سيبقى يعاني أزمات وإشكاليات لا تحل". وقال: "مجتمعنا قبائل وعشائر وطوائف متناحرة متنافرة في نظرتها إلى الحياة والحاضر والمستقبل. أبناؤنا بات كل همهم الحصول على جواز سفرٍ يعبر بهم إلى دولة تحترم عرق جباههم وتعب أياديهم، فلا تسرقهم عصابات السياسيين والمصارف والحاكم المالي، ولا تهينهم بإذلالهم برغيف الخبز وعلبة الحليب والدواء. مجتمعنا، ونحن نجاهر بهذا منذ عشرات السنين، قبائل وعشائر وطوائف، كل طائفة تكشر عن أنيابها بشخص زعيمها وتعلو الأصوات دفاعا عن حقوق المسيحيين وحقوق المسلمين وحقوق زيد وعمر. ولكننا لا نسمع صوتا واحدا يعلو دفاعا عن حق الشعب كله، عن مفهوم المواطن وفكرة الدولة الحديثة، انطلاقا من كوننا مجتمعا واحدا ذا شخصية سياسية حقوقية واحدة".
وسأل: "ماذا لدى معظم سياسيي هذا الكيان اليوم ليقولوه ونحن في عز أزماتنا؟ أبناؤنا يهجرون ويهاجرون طوعا. أحلامنا، طموحاتنا، خيراتنا وثرواتنا كلها مقبوض عليها بقرار خارجي وبأداء ودور سياسي ينفذه كثيرون في الداخل. لذلك، نعم إن مشكلتنا الحقيقية هي بفقدان السيادة القومية والاستقلال والحرية السيادة. مشكلتنا هي في نظام غير سيادي ولا حر ولا مستقل".
ورأى أن "المشكلة في نظامنا السياسي الطائفي المريض، قبل التدخل الأجنبي الذي أسس هذا النظام، وهذا ينعكس على مختلف جوانب حياتنا". وقال: "بات لزاما علينا أن نفتش عن نظام يليق بالأحرار وبأخلاق الأحرار، كما قال سعاده. بات لزاما أن نفتش عن فكر ونهج يقود الثورة من ثورة العيش إلى ثورة الحياة. ما الذي جلب على شعبي هذا الويل؟ إنه انعدام السيادة القومية والنظام اللائق بشعب حر عظيم، وغياب الوعي المجتمعي القائم على مسلمة كوننا مجتمعا واحدا وليس طوائف وعشائر وإقطاعا مجتمعا في وطن".
وختم: "الرهان أخيرا، أمام كم الصعوبات التي ندرك حجمها، على صوابية الفكر الحر الذي نحمله بوعي ومسؤولية. الرهان على طلبتنا، على شبابنا، على نسورنا، على مقاومينا، على الأجيال الآتية، بأن ينخرطوا بوعي قومي وطني في العمل السياسي والاجتماعي من أجل وحدة اجتماعية حقيقية ومن أجل دولة عصرية يعتز بها أبناؤها".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك