كتبت جيسيكا حبشي في موقع mtv:
لطالما شكَّلت السياحة في لبنان خشبة الخلاص التي يتمسّكُ بها الجميع في أشدّ الازمات أملاً بالنجاة، إلاّ أنّ هذه الخشبة هي أيضاً، وفي خضمّ الكوارث المُتلاحقة، تلقى مصير الغرق نفسه كسفينة الـ"تايتانيك" التي يتحدّث عنها الزّعماء الفصحاء.
لم تمرّ السياحة في لبنان بحقبةٍ أسوأ من تلك التي نعيشُ فيها، فلا مقوِّمات ولا خدمات ولا من "يُداري" هذا القطاع ويقيه شرّ وشياطين السياسة والسياسيّين، وها هي الازمة مع الدّول الخليجيّة جاءت كالضّربة القاضية في عمق هذا القطاع. ولكن، ومع اقتراب عيدي الميلاد ورأس السّنة، هل من أملٍ وعملٍ لكي تتنفَّس السياحة الاوكسيجين أقلّه في هذا الموسم؟
موقع mtv حملَ هذا السؤال الى رئيس إتحاد النقابات السياحيّة ونقيب أصحاب الفنادق في لبنان بيار الأشقر الذي وصَّف ما يعيشه القطاع بـ"الإحباط الكبير"، معتبراً أنّ "الكلّ يعمل ضدّ السياحة في لبنان، وهو ما تؤكّده مواقف وتصاريح السياسيّين والعداء الذي أظهروه تجاه العرب، فالقطاع متروكٌ للذئاب بعد فترة جيدة نسبياً خلال أشهر الصيف نشطت فيها السياحة الداخليّة، إلاّ أن الوضع حاليّاً تراجع بشكلٍ كبير، ولا تزال 2000 غرفة في فنادق بيروت مُقفلة منذ انفجار الرابع من آب 2020، في ظل تقاعس المعنيّين وخصوصاً الدولة وجهات التأمين، فضلاً عنإلقاء مختلف المشاكل على المواطنين ورجال الاعمال والناشطين في هذا القطاع. باختصار مافيات تتحكّم بالبلد".
ولفت الأشقر الى أنّه "لم تُعلِن أي مؤسّسة سياحية حتّى الان عن حفلات في الأعياد، فلا شيء يُشجّع على ذلك، إذ إنّ سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية يستمرّ بالارتفاع، ولا كهرباء، ولا مياه، ولا مازوت، والتّكلفة أصبحت باهظة جداً على أصحاب هذه المؤسّسات وقد زادت 3 أضعاف عن السابق من دون أيّ حلول سياسيّة أو اقتصاديّة في الأفق، لذا ما من مؤشّرات توحي بأنّنا سوف نُعيّد هذه السنة".
وردّاً على سؤالٍ حول إمكانيّة قدوم مُغتربين لبنانيّين خلال هذا الموسم، أجاب الأشقر: "لطالما لبّى المُغتربون النداء ويُعوَّل على قدومهم في هذه الفترة وخلال موسم التزلّج إن لم تُفرض أيّ ضوابط على حركة السفر بسبب المتحوّر الجديد، فالمُغترب هو الوحيد الذي يحمل معه الفرح الى وطنه، وهو البحصة التي تسند الخابية" في ظلّ كلّ ما يحصل".
"بوسطة من دون سائق"، بهذه الكلمات شبّه الأشقر الوضع في لبنان، فهل يهبُّ المغتربون الى وطنهم لضخّ القليل من الاوكسيجين في عروقه والكثير من الحياة والبهجة في منازلهم وبين أفراد عائلاتهم؟ أم أنَّ لا عيدَ ولا من يُعيّد هذا العام؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك