كتبت رينه أبي نادر في موقع mtv:
تحوّلت الأمطار في لبنان من نعمة إلى نقمة، بسبب الإهمال والبنى التحتيّة المهترئة. فمع كلّ "شتوة"، يعيش اللبنانيون على أعصابهم، منتظرين المنطقة التي ستشهد الكارثة. وهذا ما حصل بالتّحديد منذ أسبوع تقريباً، حيث طافت الطرقات في غزير وجونية والمناطق المحيطة بها، فشهدت فيضانات وسيولاً دخلت المنازل، وخلّفت أضراراً كبيرة.
يشرح رئيس اتحاد بلديات كسروان - الفتوح رئيس بلدية جونية جوان حبيش أنّ السبب الأساسي لما حصل كان كمية الأمطار الهائلة المتساقطة، والتي وصلت إلى 100 ملم خلال ساعة فقط، الأمر الذي لم تحتمله البنى التحتية، واصفاً الأمر بـ"الكارثة الطبيعية".
ويحذّر، في حديث لموقع mtv، من تكرار السيناريو إذا شهدنا "شتوة" بالكمية نفسها، لافتاً إلى أنّ "بعض جدران الطرقات في غوسطا ودرعون وحريصا تنهار ما يؤدي الى انجراف التربة والأحجار إلى الطرقات وتشكّل السّيول والفيضانات".
ويوضح حبيش أنّ "البلديّة قامت بمسح الأضرار التي خلّفتها السيول، كما قامت بمسح على المجاري، والإشكاليّات تُعالج"، مؤكّداً أنّ البلديات تقوم بواجباتها، مضيفاً: "تواصلنا مع وزارة الأشغال بشأن بعض التعديلات في البنية التحتية، لكن هذه الأمور تحتاج إلى بعض الوقت لإتمامها".
ويتابع: "على مستوى وزارة الطاقة المسؤولة عن الأودية والأنهار والمجاري الطبيعية، فقد أبلغناهم بمكامن المشكلة لمعالجتها"، مشدّداً على أنّه "لا يمكن لأي إدارة أن تلقي اللوم فقط على البلديات".
ويقول حبيش: "من جهة البحر، بعض مجاري الأمطار كانت مسدودة، والأمر قيد المعالجة، ونعمل منذ أيام على فتحها لمنع تشكل السيول ودخول المياه الى المحال التجارية".
ماذا عن دور وزارة الأشغال؟ يشير حبيش إلى أنّ "مدير عام الوزارة جال في المنطقة، وتعمل الوزارة على تنظيف الأقنية، إلا أنّ البنى التحتية غير صالحة، ولا يمكن صيانتها خلال يومين فقط، كما ذكرت سابقاً".
إذاً، يبدو أنّ مشهد "الطّوفان" سيتكرّر على أوتوستراد جونية وغزير، لكن من خلال عمل البلديات ووزارة الأشغال يُمكن الحدّ من الأضرار. ويبقى السّؤال: "متى "الغرقة" المقبلة؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك