تفقد وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي وسفير روسيا الاتحادية ألكسندر روداكوف وممثل برنامج الغذاء العالمي الدكتور عبد الله الوردات، مدرسة الأوروغواي الرسمية في الأشرفية، حيث عاينوا تشغيل نموذج عن المطبخ المدرسي الذي سيتم توزيعه على المدارس المعتمدة من البرنامج. كما زاروا الصفوف في وقت الإستراحة وتابعوا توزيع السندويشات على الأولاد، وراقبوا تسليم الأهالي قناني الزيت التي تساعدهم على الطهي لأولادهم، وذلك في حضور المدير العام للتربية عماد الأشقر، مدير التعليم الأساسي جورج داوود، مديرة الإرشاد والتوجيه هيلدا الخوري، رئيس منطقة بيروت التربوية محمد الحمصي والمستشار الإعلامي ألبير شمعون. كما حضر فريق عمل برنامج الغذاء العالمي وفريق عمل السفارة الروسية .
وفي نهاية الجولة، عقد لقاء مع الإعلاميين تحدثت فيه مديرة المدرسة راشيل شدياق، فأكدت "أهمية التغذية المدرسية ودعم العائلات في الصمود خلال هذه المرحلة"، ودعت إلى "المزيد من العطاءات بعدما لمست لدى الأسر حاجة كبيرة للغذاء الذي يعزز الاستقرار لدى العائلات ويلعب دورا إيجابيا في عدم التسرب المدرسي".
ثم تحدث الوزير الحلبي فقال: "حقق برنامج الغذاء العالمي خطوة أساسية في استقرار التعليم الحضوري في خلال السنة الدراسية المنصرمة ، وأيضا في الفترة السابقة منذ إطلاق برنامج الوجبات المدرسية التابع للبرنامج في العام 2016 بالتعاون مع وزارة التربية، وذلك عبر توفير وجبات خفيفة مغذيّة وصحيّة لجميع المتعلّمين على الأراضي اللّبنانيّة من كل الجنسيّات والّذين هم الأكثر حاجة إلى الغذاء ليستمروا في الحضور ألى المدرسة ويلتزموا بالنظام التعليمي".
اضاف: "إن هذا البرنامج الممول من الجهات المانحة والدول المقتدرة ما كان ليحقق هذا النجاح لولا الجهود التي بذلها مديره في لبنان الدكتور عبدالله الوردات وفريق عمله النشيط، بالتعاون مع المديرية العامة للتربية عبر فريق الصحة المدرسية في جهاز الإرشاد والتوجيه، ومديرية التعليم الأساسي، ورؤساء المناطق التربوية".
وتابع: "يسعدني اليوم أن نتشارك الجولة مع سعادة سفير روسيا الإتحادية في لبنان السيد ألكسندر روداكوف، نظرا لأن روسيا قدمت لبرنامج الغذاء العالمي حمولة باخرة من زيت دوار الشمس، ما أسهم في تعزيز السلة الغذائية للفئة المستهدفة في المدارس من تلامذة لبنانيين ونازحين، إضافة إلى أهاليهم عبر الحصص التي يتم توزيعها عليهم".
وأكد ان "هذا العمل الإنساني الإقتصادي والتربوي يتم بصورة راقية واخلاقيات عالية، تكرس الأهداف السامية التي وجد البرنامج من اجلها، وبالتالي فإن الدكتور عبدالله الوردات يمثل هذه الحالة الأخلاقية التي توحي بالثقة للداخل والخارج، معززة بالتوزيع العادل والشفاف للمنتجات الغذائية في لبنان، على عينة موسعة تضم ما مجموعه 71000 متعلم . وقد نجح في المؤتمر الأخير في تخصيص تمويل من الجهات الداعمة للبرنامج للسنوات المقبلة".
وقال: "إننا شهدنا اليوم في خلال جولتنا على هذه المدرسة الناجحة بجهود إدارتها ومعلميها، تطورا في عمل برنامج الغذاء العالمي من طريق إطلاق نموذج مطابخ مدرسيّة صحيّة، وهذا النموذج يضيف جوا من الإلفة إلى المدرسة، ويجعل العلاقة بين المتعلم والمدرسة وكأنها بمثابة البيت الثاني، نظرا لما يقدمه هذا المطبخ المدرسي من خدمة على ايدي العديد من السيدات بكل عناية واهتمام ومحبة".
اضاف: "إننا نغتنم فرصة هذه الجولة الميدانية لنتوجه نحو الجهات المانحة والداعمة لبرنامج الغذاء العالمي، من أجل توفير التمويل الذي وعدت به، لكي ينجح البرنامج في تأمين تغطية إضافية لبرنامج الغذاء المدرسي يمكن ان تصل إلى مائة وخمسين الف متعلم. كما نتوجه بالشكر إلى الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، والوكالة الفرنسية للتنمية، على الحصص الغذائية التي توزعانها على التلامذة والأهالي".
وأعلن "اننا نقدر عاليا اعتماد خطة غذائية مدروسة لجهة انواع الأغذية ومصادرها المحلية، وتشغيل العديد من الأهالي في المطابخ المدرسية، ما يحافظ على النظافة والنوعية والعدالة في إيصال الغذاء لكل متعلم. كما نقدر استطلاع رأي كل تلميذ حول ما يحب من بين الأغذية الصحية المتاحة، وذلك بالتنسيق مع وحدة الإرشاد الصحي في الوزارة". وقال: "وبما ان الوزارة تسهر على تأمين التعليم لكل الأولاد الموجودين على الأراضي اللبنانية من لبنانيين وغير لبنانيين، فإن التغذية لا تميز بين تلميذ وآخر بل تشمل جميع تلامذة المدرسة المستهدفة في دوامي قبل الظهر وبعده".
واشار الى "ان الضغوط التي نتجت عن الأزمات المتلاحقة والمتنوعة على المجتمع اللبناني، ضيقت الأفق امام الشعب الذي تكاد موارده تكون منعدمة، واثرت بصورة كبيرة على القدرات المالية للمعلمين، ما يجعل العام الدراسي في خطر، إذا لم يتعاون الداخل والخارج معنا للمحافظة على نحو ستمائة الف متعلم لبناني وغير لبناني في المدارس الرسمية بدواميها النهاري والمسائي، سيما وأن القدرات المالية للمتعلمين لم تعد تساوي الكثير في ظل الإرتفاع المستمر لسعر صرف الدولار الأميركي".
وختم: "إننا نبارك اعتماد نموذج المطبخ المدرسي وتعميمه، ونكرر الشكر لبرنامج الأغذية العالمي وإدارته، كما نشكر الجانب الروسي على تقدمته الكريمة ونامل ان يعم السلام بين روسيا وجيرانها، لاننا اكثر من تذوق طعم الحروب والمآسي ونتوق دوما لتحقيق السلام والإستقرار".
وقال السفير الروسي: "نجتمع اليوم بمناسبة تسليم مساعدات انسانية روسية مخصصة للبنان وهي تشكل جزءا" من المساهمة إلاضافية المقطوعة المقدمة من روسيا الاتحادية لصندوق برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة. تدخل روسيا في عداد أكبر عشرين مانحا لبرنامج الأغذية العالمي، وتشكل مشاركتها فيها إحدى أولويات أنشطتنا الإنسانية الدولية".
اضاف: "وصلت في العام الحالي إلى لبنان، عدة شحنات من زيت دوار الشمس الروسي بوزن إجمالي 432.63 طن ، يتم توزيعها على المؤسسات التعليمية اللبنانية. ونحن على ثقة بأن هذه البادرة الإنسانية ستوفر الدعم المناسب والمطلوب لعائلات الجيل اللبناني الشاب".
واشار الى "ان تاريخ العلاقات بين شعبي روسيا ولبنان يعود إلى قرون. ولقد عملت في بداية القرن الماضي في لبنان عشرات المدارس الروسية تحت رعاية الجمعية الفلسطينية الأرثوذكسية الإمبراطورية". وقال: "نشأ في لبنان أكثر من جيل واحد من أحفاد المواطنين الروس الذين وجدوا وطنا" لهم على الأراضي اللبنانية. وكان لهم وبالتعاون مع أصدقائهم اللبنانيين، الاثر والمساهمة الكبيرين في تطوير هذا البلد الجميل وفي تعزيز العلاقات الروسية اللبنانية".
وأضاف: "طالما كانت روسيا على اتم الاستعداد لمد يد العون عند الحاجة وفي الأوقات الصعبة، وكان رجال الإنقاذ الروس، بعد الانفجار المأساوي في بيروت عام 2020 ، أول الفرق الأجنبية التي وصلت إلى موقع الكارثة والمباشرة بالقيام باعمال الإنقاذ والمساعدة الإنسانية الواسعة النطاق. ونعتزم مواصلة تقديم كل دعم ممكن لأصدقائنا اللبنانيين. وتم اتخاذ قرار لتقديم مساعدة طارئة إضافية على شكل إمدادات من القمح والمنتجات البترولية. ويجري النظر في احتمالات تكثيف التعاون الثنائي المفيد للطرفين في عدد من المجالات ، بما في ذلك الطاقة والطب والزراعة وتكنولوجيا المعلومات. كما نقدم سنويا للطلاب اللبنانيين الراغبين والمؤهلين منحا دراسية مجانية للتعلم في روسيا".
وتابع: "يواجه لبنان اليوم الحاجة إلى إيجاد حلول لمجموعة كاملة من التحديات الخطيرة. يحتاج اللبنانيون في مواجهة الأزمة الحالية الحادة ، إلى مساعدة خارجية أكثر من أي وقت مضى. والحاجة الى هذا الدعم أصبحت أكثر الحاحا" في ضوء التحولات العميقة التي تحدث في العالم".
وأعلن ان "روسيا تؤيد بحزم احترام مبدأ المساواة في السيادة بين الدول. ويقوم بلدنا بخطوات حاسمة بإتجاه إقامة نظام عالمي جديد، ديمقراطي وعادل ، خال من سياسة ابتزاز وتخويف غير المرضي عنهم ، وخال من النازية الجديدة والاستعمار الجديد. يقع على عاتقنا، كما حصل أكثر من مرة في تاريخ البشرية، تحمل المسؤولية عن مصير شعوب العالم، ونمد أيدينا إلى جميع الذين يشاركوننا تطلعاتنا والى المستعدين للوقوف إلى جانبنا من أجل الحفاظ على الحرية والأمل في مستقبل أفضل".
بعد ذلك تحدث المدير الإقليمي لبرنامج الغذاء العالمي، فقال: "أود ان اشكر معالي الوزير على إيمانه بمشروع التغذية المدرسية، فقد بدأنا العمل عليه منذ العام 2016، وكان عدد التلامذة المستفيدين عشرة آلاف متعلم ، ونعتز اليوم بأننا وصلنا إلى تغطية 71000 متعلم والخطة للمرحلة المقبلة 2023 - 2025 تستهدف في شكل تدريجي ان نرفع العدد من 71000 إلى 150000 ومن ثم إلى 200000 في نهاية العام 2025".
وأضاف: "إن دعمكم يا معالي الوزير ودعم الأصدقاء في المديرية العامة للتربية وجميع الشركاء والعاملين على المشروع هو مهم جدا ، لأن الحاجة أصبحت كبيرة والدعم بات مطلوبا اكثر فأكثر، فنحن الآن لم نعد نتحدث عن مشروع تغذية مدرسية فقط، إنما أصبح مشروع التغذية المدرسية يعالج مشكلة أساسية وهي إنعدام الأمن الغذائي".
ولفت الى "ان توزيع الزيت المخصص للطبخ والذي نعتبره مادة نادرة راهنا، وباتت غالية الثمن بسبب التضخم وتردي الأوضاع الإقتصادية، بات يسد حاجة أساسية للعائلات، ونشكر سعادة السفير الروسي على هذه المنحة التي يتم تقديمها الى 71000 متعلم بصورة شهرية. وإن مشروع التغذية المدرسية بات أساسيا في تأكيد حضور التلامذة والمشاركة في الدروس، وسوف نعمل مع المساهمين والداعمين والمانحين على تطور المشروع، ومن هذا المنبر أتوجه إليهم لمتابعة دعمهم للبرنامج وزيادة هذا الدعم المخصص للبنان لأننا بأمس الحاجة إليه".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك