اختتم وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور فراس الأبيض جولته البقاعية، الهادفة إلى تفعيل حملة التلقيح ضد الكوليرا في محافظة بعلبك الهرمل بعقد لقاء في اتحاد بلديات شرقي بعلبك، حضره النائب إبراهيم الموسوي، رئيس دائرة المستشفيات والمستوصفات في وزارة الصحة هشام فواز، رئيس مستشفى بعلبك الحكومي الدكتور عباس شكر، ممثلو المنظمات الدولية، رئيس الإتحاد المهندس علي شكر، رؤساء بلديات، مخاتير وفاعليات صحية واجتماعية.
وأشار الوزير الأبيض إلى أن "هذا اللقاء للبحث في سبل التعاون مع البلديات والاتحاد والمخاتير والفاعليات وكل شركائنا، لنرى ما فيه مصلحة المواطن الذي نجتمع لأجله اليوم، في إطار حملتنا لمواجهه وباء الكوليرا، ونحن، الحمد لله، بفضل جهودنا المشتركة استطعنا أن نستوعب وباء الكوليرا ونحد من انتشاره، وأرقام المصابين بالوباء اصبحت قليلة، ولكن الظروف التي سمحت للكوليرا بالتواجد بيننا ما زالت قائمة، ومنها تلوث المياه او اختلاط الصرف الصحي بمياه الشرب، كما أن وباء الكوليرا ما زال موجودا في البلاد المجاورة، وهناك حركة انتقال عبر الحدود تستدعي ان نحصن مجتمعاتنا، لأن الموضوع لم ينته بعد، وعلينا ان نستمر في عملنا، لكي نؤمن التحصين للمجتمع".
وتابع: "الكمية التي حصلنا عليها من اللقاحات كانت من آخر الكميات المتوافرة، ودعوتنا للجميع بأن نستغل فرصة وجود اللقاح المجاني حتى نؤمن الحماية، وإن شاء الله نصل قريبا إلى المرحلة التي لا يعود فيها كوليرا في لبنان".
ورأى أن "المناطق التي انتشر فيها الوباء، مثل بعلبك الهرمل والبقاع وعكار، هي مناطق عانت من إهمال مزمن، وهي حاليا تحمل العبء الأكبر من النزوح السوري، وشبكة الخدمات فيها لا تفي بالغرض المطلوب لخدمة الناس. وهذه مناسبة لنرفع الصوت ونطلب من الوزارات المعنية بأن يرتفع مستوى أدائها".
وأكد أن "وزارة الصحة تقوم بتنشيط دور مراكز الرعاية الأولية والمستشفيات الحكومية، وتقدم المزيد من الدعم لها، فرب ضارة نافعة، والمستشفيات الحكومية قامت وما زالت تقوم بدور كبير لحماية المجتمع، ونحن نسعى جاهدين لتجهيزها من خلال مشروع البنك الدولي الإسلامي، وبالتعاون مع شركائنا في المنظمات الدولية، وكما نتحمل نحن مسؤوليتنا نطالبها بتحمل مسؤولياتها بتقديم المزيد من الدعم للبنان، لأن الاحتياجات تزداد، وخصوصا في ظل تواجد مخيمات النازحين السوريين على أرضنا".
وأوضح أن "العمل جار لإجراء بعض التوسيعات في مستشفى بعلبك الحكومي، سواء بالتجهيزات أو باستحداث أقسام جديدة للعلاج الكيميائي، وهناك مشروع عبر السفارة التشيكية لتوسعة اقسام في المستشفى عام 2023".
وأكد ان "مستحقات ورواتب الموظفين والعاملين في المستشفيات الحكومية زادت ثلاثة أضعاف في الموازنة الجديدة. وبسبب الأزمة الاقتصادية والمعيشية في لبنان، زاد الطلب على الادوية في مراكز الرعاية الأولية، لذلك لحظنا زيادة كميات أدوية الأمراض المزمنة ثلاثة اضعاف، وسنبدأ بالتوزيع اعتبارا من شهر كانون الثاني المقبل ونأمل خلال شهر شباط ان تكون الكميات متوافرة للمرضى في المراكز، كما نسعى لتأمين الطاقة البديلة عبر ألواح الطاقة الشمسية للمراكز بالتعاون مع اليونيسف."
وأبدى الوزير الأبيض تجاوبه مع مطلب رئيس اتحاد شرقي بعلبك بشأن "العمل لإنشاء غرفة طوارئ في مركز الرعاية الأولية في بلدة النبي شيت يعمل 24 ساعة، ولكن تحقيق ذلك يتطلب إمكانيات وتجهيزات وتدريب وكوادر طبية تتمتع بالخبرة في الطوارئ".
بدوره، اعتبر النائب الموسوي ان "الوضع المعيشي أصبح ضاغطا بشكل كبير على المواطن اللبناني، بخاصة مع وصول نسبة النازحين السوريين الى 40% من نسبة سكان لبنان، وهذا الأمر جعل التقديمات الدولية للنازحين تبقى قاصرة، ومن أسباب عجز الدولة اللبنانية".
ورأى أن "المجتمع الدولي يسعى لتوطين النازحين واللاجئين ويضع هذه النقطة شرطا أساسيا في كل هبة أو أي قرض يتم تقديمه إلى لبنان".
وطالب المجتمع الدولي بـ"تقديم الهبات وليس القروض، لكون القروض تضيف على لبنان المزيد من الأعباء والتبعات السلبية على الاقتصاد اللبناني، وتساهم في تفاقم المشكلة وليس حلها".
ودعا الموسوي جميع الجهات المعنية إلى "رفع الصوت لإعادة النازحين إلى بلادهم".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك