بعدما افتتح البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي «سبحة» جولاته على المرجعيات السياسية والروحية بلقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، يقوم سيد بكركي الجديد بجولة اليوم على «نظرائه» الروحيين. فيبدأ نهاره من دار الفتوى حيث يلتقي مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني ثم ينتقل الى مقر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى- طريق المطار للقاء الشيخ عبد الأمير قبلان فشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في دار الطائفة في فردان. كما من المتوقع أن يزور الراعي الرؤساء نبيه بري ونجيب ميقاتي وسعد الحريري اليوم أو في الأيام المقبلة.
ولقاءات «الواجب» هذه يحرص البطريرك على الانتهاء منها قبل أن ينصرف الى التحضير لزيارته المرتقبة الى روما في الحادي عشر من نيسان والتي قد تسبقها جولات رعوية له في بعض المناطق تردد أن تكون إحداها الى الضاحية الجنوبية، علما ألا تأكيد بطريركياً، «فهو سيتفقد الأبرشيات والرعايا أينما كان ولكن لم يعين أي موعد محدد بعد».
رأسا الجمهورية والكنيسة جمعهما لقاء «ودي جدا» بحسب أوساط مطلعة وصفت زيارة الراعي لبعبدا بـ«البروتوكولية والتي تم على هامشها الحديث في الوضع العام بشكل شامل من دون التوقف عند أي تفاصيل بالإضافة الى مجمع السينودس الذي حصل والآخر الذي يتحضر». وتابعت: «تم التطرق لماماً الى التشكيل الحكومي لناحية وجوب الإسراع فيه لتسيير شؤون الناس وساد اللقاء تطابق في وجهات النظر وتبادل الرجلان التمني بأن يوفق كل في مهمته وسأل البطريرك الراعي الله أن يكتب لسليمان النجاح في قيادته سفينة الوطن».
«جمعة» درزية مارونية ميّزت أحد بكركي حيث استقبل البطريرك الماروني شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن يرافقه وفد من أعضاء ورئيس المحاكم المذهبية الدرزية وأعضاء المجلس المذهبي ومدير عام المحكمة مازن شريف فياض بحضور المطرانين رولان ابو جودة وشكر الله حرب، أمين عام لجنة الحوار الاسلامي - المسيحي حارس شهاب وعضو المجلس المذهبي الدكتور عباس الحلبي.
وبينما أكد الشيخ حسن على «مدّ يد المحبة والشراكة لتكريس المصالحة من أجل خير الجبل لأن لا قيامة للجبل وللبنان إلا بقيامة الوحدة بين اللبنانيين»، داعياً المسؤولين الى «التسريع في تشكيل الحكومة المقبلة». شدد البطريرك الراعي على «مواصلتنا للطريق ذاته على المبادئ والثوابت الوطنية المتفق عليها بيننا جميعا على الخط التاريخي الطويل وعلى طريق المصالحة، ونأمل مع سماحته ايضا ان يساعد الرب المسؤولين السياسين لدينا ويقويهم ويشجعهم لتتألف الحكومة ويعملوا على تلبية حاجات الناس التي تتراكم يوميا على المستويات بكاملها».
بعدها استقبل البطريرك وفدا من أساتذة وإدارة مدرسة سيدة الجمهور برئاسة ناجي خوري بحضور الوزير السابق ميشال إدة، وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال الدكتور سليم الصايغ، وفدا من أبناء الطائفة في سوريا، وفدا من الهيئة التأسيسية «للتيار الوطني الحر» برئاسة الدكتور بسام الهاشم، ووفوداً من المؤمنين الذين شاركوا في قداس الاحد الذي رأسه البطريرك صفير في كنيسة الصرح.
وحضرت معاناة اللبنانيين في ساحل العاج في بكركي من خلال سلسلة اتصالات تلقاها من أبناء الجالية اللبنانية في أبيدجان ووعدهم بـ«إجراء سلسلة اتصالات مع المسؤولين اللبنانيين للعمل على إجلائهم من مناطق النزاع». ويشار الى أن هذا الموضوع كان محور زيارة وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال علي الشامي على رأس وفد من الوزارة زاره مساء السبت. وفي إطار زياراته الرعوية، قام الراعي صباح اليوم نفسه بزيارة المقر الشتوي للمطرانية – ادما يرافقه النائب البطريركي على أبرشية جونيه المطران انطوان نبيل العنداري. واستقبله الكهنة الابرشيون والكهنة الرهبان مع كهنة خدمة الرعايا في دار الابرشية ليدخل الجميع مرنما «هلم ايها الراعي الصالح» والبطريرك يباركهم برش المياه المقدسة. وكانت كلمات لكل من العنداري والراعي في المناسبة.
وكان البطريرك استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني على رأس وفد من دار الافتاء ضم: امين الفتوى الشيخ امين الكردي، امين عام لجنة الحوار الاسلامي -المسيحي السيد محمد السماك والشيخ شادي المصري، وشارك في اللقاء الى المطران سمير مظلوم امين عام لجنة الحوار الامير حارث شهاب ومسؤول الاعلام والـبروتوكول في الصـرح البطريركي المحامي وليد غياض.
وبعد اللقاء لفت قباني الى أنه اقترح على الراعي عقد قمة روحية اسلامية - مسيحية قريبا في بكركي، ليس لها سبب الا تسلم صاحب الغبطة بشارة الراعي لمنصب البطريركية في لبنان والمشرق وانطاكيا حتى نبدأ هذا العمل المشترك في هذه القمة الروحية الاسلامية - المسيحية في بكركي. من هنا ننطلق لنتعاون كلنا جميعا ونفعل هذا الاتصال والتواصل، خصوصا ان الاخطار تمس المنطقة».
ورد الراعي فقال: «نحن نحمل مشعل العيش معاً وهذا الذي يميز لبنان وهو رسالته ونموذجيته، نرجو ان نعيشها معاً في لبنان نحصنها وتكون مثالاً في هذا العالم العربي». كما استقبل الراعي النائب الماروني القبرصي انطوني حجي روسو والنائب الماروني القبرصي السابق نيوس حجي روسو يرافقهما الدكتور رامي الشدياق، وقد سلموا الراعي رسالة تتعلق بالموارنة في قبرص متمنين عليه رفع مضمونها الى قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر. ويترأس الراعي الاحتفال باليوبيل الذهبي الكهنوتي لرئيس اساقفة ابرشية قبرص المارونية سابقا المطران بطرس الجميل، بقداس احتفالي يقام الاحد، العاشر من نيسان الجاري، في كنيسة سيدة المعونات في بلدة المطران الجميل في عين الخروبة - قضاء المتن الشمالي، بحضور السفير البابوي المونسنيور غابريال كاتشيا والمطارنة الموارنة
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك