قرنة شهوان وعين علق ساعات قليلة فصلت بين بداية الزيارة الرعوية للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ونهايتها. زيارة وصفها المتابعون بالعودة الى الجذور الى المنطقة التي ولد وترعرع فيها. ولكن الأهم يبقى ان الكثير قيل في اللقاءات التي عقدت في القاعات وصالونات الكنائس.
في الصورة، كان هناك المطران يوسف بشارة، فالساحة الرعوية ساحته، الى جانب معاونيه من الكهنة والإكليروس. هؤلاء اهتموا بالتفاصيل التنظيمية. وكالعادة، كانت هناك محاولات من هذا الطرف او ذاك للإيحاء بأن الزيارة تعنيه دون سواه، الأمر الذي لم ينجح في ظل مشاركة مختلف الأطياف في استقبال راعي الكنيسة المارونية، والمواكبة الشعبية للتيار الوطني الحر في غير محطّة.
ففي قرنة شهوان، كان لقاء لبطريرك الكنيسة المارونية مع فعاليات سياسية وبلدية واجتماعية، تخلله تبادل لوجهات النظر ومداخلات، في حوار حرص الراعي على ان يكون مباشراً، فتطرقت النقاشات الى الامور الوطنية والإجتماعية والكنسية، بحضور النواب ابراهيم كنعان وادغار معلوف ونبيل نقولا وغسان مخيبر واغوب بقرادونيان، وسليم سلهب.
سئل الراعي على مدى ثلاث ساعات عن كل شيء، الوطن والكنيسة ومستقبل المسيحيين، عن الشراكة والإقتصاد. النائب السابق كميل خوري حمل هاجس المأسسة، فأكد حامل شعار " شركة ومحبة" ان الكنيسة بلا مأسسة، تبقى كالرأس بلا جسد، مشدداً على ان هذا الموضوع سيحظى بمتابعته وسيكون من الأهداف الاساسية التي سيعمل على تحقيقها.
اما الوحدة المسيحية، فتناولها النائب سامي الجميل واضعاً حزب الكتائب في تصرف بكركي.
النائب ابراهيم كنعان انطلق في مداخلته من الوحدة والتنوع بين المسيحيين كمنطلق للوحدة والتنوع بين اللبنانيين ليتحدّث بعدها عن الدولة المكونة من الشعب والمسؤولين والمؤسسات، وليست شيئاً مجهولاً. وكما ان الكنيسة هي جمع المؤمنين بتنوعاته، فكذلك بناء الدولة يكون من خلال بناء الإدارة وعدم الإكتفاء بتكوين السلطة، بل معالجة المشكلات على الصعد المالية والامنية والقضائية.
اما وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال فادي عبود فتناول الشق الإقتصادي ما يقلل من الهجرة ويؤمن فرص العمل، ليتحدث النائب غسان مخيبر عن ضرورة توحيد الاعياد بين المسيحيين، ليتناول النقيب السابق للمحامين شكيب قرطباوي ضرورة تفعيل الدور الكنسي لمواكبة التحديات والملفات من خلال فرق عمل تترجم الشعارات المرفوعة.
ومنطلقاً من تجربة بلدته على هذا الصعيد، تحدّث رئيس بلدية ضهور الشوير الياس بو صعب عن توحيد الأعياد المسيحية، ذاكراً على سبيل المزاح ما قاله له عبود عن مشاركته كأرثوذكسي في يوبيل مار مارون في براد.
وفي كل المداخلات كان الراعي مصغياً ومقاطعاً، منتقياً، كما الزارع، الثمر الجيد للبناء عليه . اما ختام الزيارة فحمل رسالة ايجابية تتجاوز بعض الشكليات التي رافقت هذه المحطة او تلك. ففي عين علق، كان كنعان مشاركاً ومودعاً، حيث قال له الراعي "اراكم في روما"... فأجابه "بالتأكيد سنكون هناك، ونحن معك والكنيسة كنيستنا ونحن الى جانبك بالأمل والشركة والمحبة"، علماً ان وفداً من التكتل سبق ورافق السلف الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير الى احتفال رفع تمثال مار مارون في روما، تماشياً مع توجهات رئيس التكتل العماد ميشال عون بالوقوف الى جانب سيد الصرح.
المؤكد ان زيارة الراعي المتنية لن تكون يتيمة، بل ستستكمل بزيارات ولقاءات اخرى، خصوصاً ان الراعي زار نهاية الاسبوع ابرشية انطلياس المارونية، وتبقى أبرشية بيروت المارونية وبلداتها المتنية في انتظاره
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك