الى متى سيستمر الغرب في فحص «هوية» الثوار الليبيين ومجلسهم الوطني الانتقالي؟
حتى الآن ليس واضحاً الى أين تتجه الرياح في الصراع الليبي، الذي يسرع الخطى في اتجاه حرب أهلية، لم يتردد موسى كوسا المنشق عن القذافي في القول إنها قد تحول ليبيا صومال متناحرة.
وحتى الآن لم تحظ أي ثورة تغيير في الدول العربية، بما حظيت به ليبيا من اقتراحات و»خرائط طرق» للحل. ولكن كل هذه المحاولات تأتي في وقت غير ملائم على الاطلاق، لسبب بسيط هو ان الواقع في الميدان العسكري لم يقنع القذافي بعد بإمكان الوصول الى الهزيمة كي يقبل التنحي، ولم يقنع في المقابل «المجلس الوطني الانتقالي» بصعوبة تحقيق الانتصار من دون مساعدة دولية جادة، بما ينقل ليبيا من الديكتاتورية الى الديموقراطية.
وهكذا تستمر عمليات الكرّ والفرّ، في ظل معادلة محيّرة يبدو أن الدول الغربية تحرص على تطبيقها، فهي لا تسمح لقوات القذافي بالتقدم شرقاً لسحق الثورة ولا تدعم قوات الثورة للتقدم غرباً لاسقاط النظام، ولكأن المطلوب ادارة مسلسل من المعارك المدمرة، التي لا يبدو حتى الآن أي كفّة سترجح في النهاية.
وفي الواقع تكفي نظرة فاحصة على الجغرافيا الليبية المترامية على المتوسط، ويكفي ان نتذكر ان هذه الجغرافيا تضخ مليوني برميل من النفط يومياً لكي نفهم لماذا كل هذا التدقيق في عقول الثوار وقلوبهم، فليس سراً أن في الحسابات الأميركية والاوروبية تساؤلات أبرزها:
أولاً: هل يؤدي سقوط القذافي الى قيام سلطة تسمح بنشاطات متطرفة بحيث يصبح لتنظيم «القاعدة»، قواعد تطل على القارة الأوروبية والغرب، وعندها يصبح بقاء القذافي أفضل من قيام التغيير الذي قد يحمل تهديداً إرهابياً ساخناً للغرب؟
ثانياً: هل يستطيع «المجلس الوطني الانتقالي» الذي يمثل خليطاً يفتقر الى التجانس، ان يشكل قاعدة سياسية مترابطة يمكنها نقل السلطة فعلاً من الديكتاتورية الى الديموقراطية؟
ثالثاً: هل يمكن احتمال غرق ليبيا في وحول حرب أهلية تجعل منها صومال نفطية تهدّد محيطها في الشمال الأفريقي وعلى الضفة الاوروبية الشمالية، أم ان التقسيم هو أفضل الحلول الممكنة؟
هذه الأسئلة مطروحة على اجتماع مجموعة الاتصال حول ليبيا التي تلتئم اليوم في قطر وأمامها ثلاث خرائط للحل: تركية وافريقية وخريطة المجموعة إياها.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك