رائحة التغيير التي فاحت من الأنظمة العربية وغربلت مكوناتها شعوب ثائرة، والتي حطت رحالها أخيرا في سوريا باتت تتأرجح بين عالم يشاهد وشعب يتخبط والنظام وسط شائعات ومغالطات عدة.
فالسوريون يترقبون ما ستحمله اليوم تظاهرات "جمعة الاصرار" التي دعت اليها المعارضة السورية ، في وقت تنطلق فيه مسيرات مضادة مؤيدة للرئيس الاسد غداة اعلان تشكيل حكومة جديدة برئاسة عادل سفر، والتي خلت من اي وجوه إصلاحية حقيقية أو من وجوه المعارضة.
على صعيد آخر، عبّر سفراء فرنسا والمانيا وايطاليا واسبانيا وبريطانيا في سوريا لدى وزير الخارجية السوري وليد المعلم عن قلق حكوماتهم ازاء العدد المتزايد للضحايا والعنف في سائر أنحاء البلاد.
كما دعت وزارة الخارجية الألمانية باسم السفراء إلى الاستجابة إلى مطالب الشعب السوري وبدء إصلاحات سياسية ذات صدقية، مطالبين بالإفراج عن جميع السجناء السياسيين.
إلى ذلك، استبعدت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية المكلفة العلاقات مع دول الجوار الأوروبي ناتاشا باتلر، أن يتم توقيع أي اتفاق شراكة مع سوريا يقضي بتقديم مساعدات إلى دمشق.
وكما دائما، الأوضاع في سوريا انعكست على الداخل اللبناني وهذه المرة على الحدود الشمالية حيث شهدت أزمة جديدة وسط إجراءات سورية بتشديد الرقابة والتفتيش الأمني على الشاحنات التي تدخل أراضيها، ما تسبب باصطفاف طويل للشاحنات عند نقطة العبدة.
وفي السياق عينه، نقلت صحيفة "السياسة" الكويتية عن زوار دمشق قولهم إن سوريا مستاءة جدا من السلوك اللبناني تجاه الحوادث الجارية في المدنِ السورية, واعتقادها أن البعض في لبنان يشارك في المؤامرة ضد النظام السوري، خصوصا الإعلام الذي تعتبره دمشق "فالتا" من أي ضوابط ويمارس نمطا من التدخل المدبر والمخطط له في الوضع السوري الداخلي والذي تحول إلى منابر لبثّ الشائعات والمعلومات المفبركة بهدف إثارة الشارع السوري ضد السلطة. واشارت الصحيفة إلى أن سوريا تعتبر أن ما يجري في الإعلام اللبناني هو تكرار لمؤامرة فبركة "شهود الزور" لاتهامها باغتيال الحريري، ومن هنا يأتي اتهام نواب المستقبل كإنذار أخير للحريري وللسلطات اللبنانية قبل اتخاذ إجراءات سيكون وقعها مؤلما على لبنان.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك