- الوضع الداخلي العام:
لم يأتِ نعي الرئيس المكلف تأليف الحكومة نجيب ميقاتي أمس موجة التفاؤل التي سادت لدى الاوساط السياسية والاعلامية أخيراً باقتراب موعد ولادة الحكومة العتيدة مفاجئاً للمراقبين والمطّلعين على بواطن الامور والتعيقيدات التي تعترض مسار التأليف الحكومي، إنما المفاجأة جاءت عبر رفع ميقاتي، ومن القصر الجمهورية تحديداً، سلاح الدستور معلناً أنه " من حق الرئيس ومن حقي أن نستعمل حقنا الدستوري"، الامر الذي وصفه نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي بأنه "إنقلاب على الانقلاب" المزعوم الذي حمل ميقاتي الى سدّة التكليف، متسائلاً عما إذا كان (ميقاتي) يريد حقاً تأليف الحكومة العتيدة. إلا أن الرئيس المكلف أعلن بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال سليمان أمس أنهما قرّرا تمديد مهلة التكليف بقوله "بعد التشاور مع الرئيس قررنا أن نعطي مهلاً إضافية لتشكيل الحكومة" داعياً اللبنانيين الى أن "يتحملوا معنا" أيضاً بعض الوقت، وكأن مهلة الشهرين ونصف الشهر ويزيد ليست كافية لتحقيق أي تقدم يخرج التأليف من المربع الأول للتكليف، أو كأن لا أزمات في لبنان ولا ملفات مرشحة للإنفجار ولا تطورات إقليمية ضاغطة توجب الخروج من دائرة المراوحة الى العمل لتحصين الوضع الداخلي اللبناني.
وفي هذا السياق قالت جريدة السفير الصادرة اليوم "أن الرئيس سليمان أبلغ زواره خلال الايام الماضية أنه متمسك بأن تبقى "الداخلية" يحوزة كتلته في الحكومة، وأنه متمسك ايضاً ببقاء زياد بارود على رأس هذه الوزارة" معتبراً أيضاً "أنه من الطبيعي أن تكون وزارتا الدفاع والداخلية تحت مظلته كونه بموجب الدستور القائد الاعلى للقوات المسلحة"، وهذا ما يؤكد أن مسار التأليف الحكومي لم يخرج منذ البداية من مربعه الأول.
وفيما يطوف رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري منذ سقوط حكومته في الاصقاع العربية والدولية، والرئيس المكلف نجيب ميقاتي يراوح مكانه ويمدّد لنفسه، رغم تفاقم الازمات وتزاحم الاستحقاقات، فتح ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل عبر زيارة خاطفة قام بها أمس الى بيروت وفد أميركيّ، برئاسة نائب المبعوث الأميركي الى الشرق الأوسط جورج ميتشل فريدريك هوف للبحث في هذا الملف حيث التقى قيادة الجيش اللبناني التي أعدّت خارطة الترسيم البحريّ. وكانت الأمم المتحدة أبلغت لبنان بعد تسلّم تصوره للخط البحري أنّها في انتظار تسلّمها من الجانب الاسرائيلي تصوّره، لكي تبدأ محاولة تقريب وجهات النظر بين الطرفين تمهيداً للوصول الى ترسيم خطّ بحريّ متوافق عليه، ما يتيح للبنان البدء بعملية التنقيب عن النفط والغاز في مياهه الاقليمية بعدما سبقتته اسرائيل الى ذلك بترسيم حدودها مع قبرص.
وفي هذا السياق يذكر أنّ وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل كانم خاض حملة منذ أشهر عدّة للدفع في هذا الملف نحو انجازه رغم المماطلة التي ووجه بها من الحكومة الحريرية، كما أنّ الوفد العسكريّ اللبناني برئاسة اللواء شحيتلي كان أشار أخيراً الى هذا الموضوع خلال الاجتماعات الثلاثية الدولية اللبنانية الاسرائيلية في الناقورة، وقد جاءت زيارة هوف بعدما ظهرت بعض المرونة في الموقف الاسرائيلي في هذا الشأن.
من مسألة حدود لبنان البحرية الى الحدود اللبنانية السورية حيث ظهرت أمس بوادر أزمة سير في عبور الشاحنات والسيارات المتوجهة الى دمشق، نتيجة إجراءات التدقيق في التفتيش التي اتخذتها السلطات الأمنية السورية إثر ما تردد عن عمليات تهريب سلاح من لبنان الى سوريا وضلوع النائب البقاعي في تيار المستقبل جمال الجرّاح في دعم وتمويل خليّة ارهابية تعمل تحت غطاء التظاهرات التي شهدتها بعض المحافظات والمدن السورية وأعمال الاعتداءات المسلحة التي استهدفت متظاهرين ورجال أمن سوريين. وفي هذا السياق بدا لافتاً الموقف الذي أعلنه السفير السوري لدى لبنان علي عبد الكريم علي إذ اعتبر أنّ تورّط بعض الأطراف اللبنانية في الأحداث التي جرت في سوريا هو أمر بالغ الخطورة ومناقض لاتفاق الطائف والعلاقات المميزة بين البلدين.
في هذه الأثناء تصاعدت حدّة المواقف المتبادلة ما بين تيار المستقبل وقوى 14 آذار من جهة، وحزب الله من جهة أخرى على خلفية استمرار الحملة على سلاح الحزب وسياسة المحاور، إذ ردّت كتلة الوفاء للمقاومة عبر هجوم عنيف على تيّار المستقبل تمثّل ببيان جاء فيه أنّ ما يطال البلاد اليوم من سلبيات ومشكلات ليس الا نتائج سياسات حزب المستقبل وحكوماته السابقة التي حولت لبنان الى مزرعة سائبة" وصولاً الى إتهام المستقبل بالتورط في حوادث سوريا والقول "إن بيتكم من زجاج فلا ترشقوا الناس بالحجارة ولا تتحدثوا عن محاور فأنتم صناعة بعضها".
وفي الفاتيكان كشف البطريرك بشاره الراعي عن قمة اسلامية مسيحية تعقد في بكركي في الثاني عشر من أيار المقبل نتيجة إقتراح دار الفتوى، وقال ردّا على سؤال "أما المقاومة وسلاح حزب الله فهما موضوع لا تطرحه الكنيسة إلا كما طرح على طاولة الحوار الوطني، أي من ضمن الاستراتيجية الدفاعية".
يذكر (وفق جريدة السفير اليوم) ان ممثل رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري، عضو كتلة المستقبل النائب نهاد المشنوق رفض التقدم لمصاحفة البابا في حضور البطريرك بشاره الراعي، بسبب تدافع حشد من الوزراء والنواب ... وفعل الامر نفسه لاحقاً الامين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري تضامناً مع المشنوق.
**************************************
2- مـواقـف:
• البطريرك الراعي: قمة اسلامية مسيحية في 12 ايار وسلاح حزب الله ضمن الاستراتيجية الدفاعية.
• ميقاتي (بعد لقائه سليمان)": قررنا إعطاء مهلة جديدة للتأليف.
• كتلة الوفاء للمقاومة (للمستقبل): بيتكم من زجاج وحولتهم لبنان مزرعة سائبة..
• السفير السوري: الاعترافات توجب على لبنان التحرك.
• حمال الجراح: من يملك الاثبات فليقدمه.
• أمل والاشتراكي: تأخير الحكومة يعطل قدرتنا في وجه التحديات.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك