سؤال يطرح في هذه الأيام والمنطقة مشتعلة وسوريا مضطربة.
سؤال يحتم علينا كلبنانيين أن نسأل اي سوريا نريد؟
في هذه الأيام الدقيقة، من السهل ان ننجر في اجواء حماسية ونقول: ليتغير النظام في سوريا!
ولكن ماذا بعد؟
اي نظام جديد نتكلم عنه؟
اي سوريا نتكلم عنها؟
اي نوع من العلاقة بين البلدين نتكلم عنه؟
الجواب واضح.. المجهول.
هل يحتمل لبنان المجازفة نحو المجهول؟
أكيد، لا.
هل يتحمل شعب لبنان بعد، ان يتعرف على نظام جديد في سوريا وما هو هذا النظام وما لديه من طبيعة، واستراتيجية ونظرة الى لبنان؟
اذا كان لدى البعض ملاحظات حول طبيعة العلاقة بين لبنان وسوريا اليوم، فهي مجرد ملاحظات، ولكن إذا ذهبنا بغوغائية البعض الذي يراهن تكتيكياً على متغيرات في سوريا، فماذا ستكون النتائج؟
ونحن نسأل:
الى اين، والى اي نظام، وعلى اي طبيعة في العلاقات اللبنانية – السورية تراهنون؟
انا متأكد ان لا جواب لأحد من المراهنين على هذه الأسئلة إذا صح القول آملاً من ألا يكون هناك مراهنون.
اكتب اليوم وأنا مرتاح الضمير، لا علاقة لدي مع سوريا لا من قريب ولا من بعيد، ولكن من محبتي للبنان وخوفي عليه، اكتب اليوم لكي اقول لكل مراهن: إذا أدّت تلك الرهانات بلبنان وشعبه الى المجهول، فإن المجهول هو بحد ذاته اليوم كارثة بالنسبة لبلد مثل لبنان.
اردتُ كلمتي اليوم ان تكون في ظل هذه الظروف، لأن الجرأة في ان نقول كلمتنا - والاوضاع في سوريا كما هي اليوم - وليس ان نقولها حسب النتيجة التي ستكون عليها غداً، فمن السهل ان نكتب الرأي اذا بقي النظام او اذا تم تغييره. ولكن هذا موقف اردت ان اسجله للتاريخ..
ادعموا هذا النظام، وخاصة انه يريد التغيير، وبدأ بالاصلاح لأنه الضمانة الوحيدة استراتيجياً للبنان مهما كانت الظروف السابقة، والشوائب السابقة، فإنها زوبعة في فنجان ولا تستحق ان نلعب بمصير اولادنا وبلدنا ونراهن على المجهول.
أقولها عالياً ولو تغيرت الظروف غداً، فالقناعة هي موقف مهما كانت المتغيرات.
ادعموا هذا النظام برئاسة الاسد لكي لا نندم...
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك