بالتي هي أحسن، بالتي هي أسوأ، بالترقيع، بتبويس اللحى، بالثلث زائد واحد ناقص اثنين، بالثلثين ثلاثة، بالحقائب السياديَّة والذهبيَّة والالماسيَّة كلها، لا بدَّ من حكومة.
وعلى وجه السرعة. وقبل أن يسبق السيف العذل. وتداركاً لمفاجعات ودربكات، ليس من المستبعد أن تقوم بزيارات خاطفة لهذا البلد الواقف على شوار، وعلى رجل واحدة.
نُعيد ونكرر ونقول، وعمر السامعين يطول، إن لبنانكم أيها الطواويس ليس في منأى من الرياح الخماسينيَّة والتسوناميات، التي تعصف بالعالم العربي من المحيط الى الخليج.
فهدِّئوا البال قليلاً.
وبرِّدو الرؤوس الحاميّة.
وتفكرَّوا قليلاً، وتصوَّروا أنَّ هتافات الغضب والتغيير والتطهير والتطيير قد انتقلت على حين غرة الى دياركم، والى البيت اللبناني الذي أصبح بلا سقف ولا جدران، ومن زمان.
حتى لنكاد نقول بلا أهل ولا أصحاب، بالاذن من كل العنتريات ونفخ الصدور والاوداج...
أيّ حكومة، أيّ تشكيلة، أيّ صيغة، أفضل بكثير من هذا الفراغ وهذا الجمود وهذا الشلل. ولا بأس بأن يتدروش بعض الطواويس، حيث يقوم بزيارات تنكريَّة للاسواق والمناطق والشوارع، وحركة الناس، وحركة البيع والشراء.
فلربما يقول له شيئاً، أو يقول لنفسه شيئاً حين يصطدم بخواء وصفير وصمت وسكون، وبصورة معدَّلة عن الصحراء.
ومن زمان. من يوم ضَبْضَب الزوار والسياح والمصطافون العرب والأجانب حقائبهم، وقفلوا عائدين الى ديارهم، أو الى "لبنانات" أُخرى لا تحاصرهم لحظة دخولهم بالتهديدات والتهويلات التي يتقاذفها "الأقطاب" الأنداد الأشداء.
فأيّ حكومة في القريب العاجل، من شأنها أعادة بعض الروح وبعض الأمل وبعض الأمان الى الناس، والى اولئك الذين ينتظرون عودة الهدوء الى وطن النجوم، ليعودوا اليه.
استقبل اللبنانيون عموماً لقاء بكركي، وصور الأقطاب الموارنة وهم يتصافحون، بارتياح بالغ. ولم يكتموا تمنيّهم ان تتسع دائرة اللقاء والمصافحة وتبادل التحيات والابتسامات، حول طاولة حوار، في اجتماع تبادل أفكار، في القصر الجمهوري، مما يخفِّف وطأة الضغوط والمخاوف الرابضة على صدور جميع الناس... فارحموهم، وارحموا لبنانهم.
بحكومة لا أكثر. حكومة عاديّة بسيطة، مثل أي حكومة في أي بلد، تجعلهم يطمئنّون الى أنهم ليسوا ذاهبين الى المجهول.
الحركة السياسيّة على طريق القصر الجمهوري، شملت الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي. وتميَّز الهمس ببعض التفاؤل المؤجَّل اكتماله بالافراح الى ما بعد الأعياد.
لكن رئيس المجلس لم يبخل على اللبنانييّن بتطمينهم الى أن التشكيلة أصبحت في عهدة اللمسات الأخيرة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك