خصّ رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" الرئيس أمين الجميل موقع "NOW Lebanon" بمقابلة برز في مركزيّتها تشديده على وجوب الإسراع في "اتخاذ إجراءات إنقاذية تُحصّن موقع لبنان وسط نزاعات الأنظمة والمحاور في المنطقة على قاعدة أنّ عقيدة "عدم الإنحياز" تخدم كل الأطراف والأضاد"، أما إذا ذهبت رياح المنطقة "بما لا تشتهي سفن اللبنانيين فسيكون على كل الناس السلام، وعندها لا "حزب الله" ولا سواه سيكونون محصنين وقادرين على مواجهة هذه الرياح".
وإذ أشار إلى أنّ "الأكثرية النيابية الجديدة في مأزق"، إقترح الجميل "فرصة إنقاذ لجميع اللبنانيين، أكثرية وأقلية على حد سواء لأنّ الإنسان لا يستطيع أن يبقى أسير مواقف جامدة، نظرًا لكون الأمور تطورت بسرعة وبشكل دراماتيكي"، ونبّه في المقابل إلى أنّ "أيّ حكومة من لون واحد مفروضة على الناس لن يكون بمقدورها أن تعمّر في هذا البلد، وبالتالي سنعود حتماً إلى حكومة الإنقاذ"، داعيًا في هذا السياق الرئيس ميشال سليمان، بالتعاون مع الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري والرئيس المكلف نجيب ميقاتي وسائر القيادات اللبنانية الفاعلة، إلى "أن يقترح حلاً يضع كل الناس أمام الأمر الواقع ويطرح المخاطر المحدقة بالوطن والكيان والنظام".
وشدد الجميل على أنه "أصبح ملحاً جداً إعلان لبنان عدم انحيازه إلى هذا المحور او ذاك لكي يبقى بمنأى عن الصراعات التي لا تعنيه والتي هي أكبر منه"، محذرًا في المقابل من أنّ "انخراط لبنان في هذه الصراعات يعني خرابه على قاعدة المثل القائل: "منروح بدعس الخيل" والذي يجسد أفضل توصيف لما يمكن أن يحصل في ما لو تورط لبنان في أي من محاور "صراع الجبابرة" الذين يتنازعون على الساحة الشرق أوسطية"، وأضاف الجميل في هذا المجال: "سبق لنا أن طرحنا الحياد، وإذا كانت عبارة "حياد" تزعج البعض فلنعتمد على الأقل مبدأ "عدم الانحياز" بحيث تكون هذه المقاربة عقيدة وطنية تخدم كل الأطراف والأضداد بما فيها "حزب الله"، لأنه إذا ذهبت الرياح (في المنطقة) بما لا تشتهي سفن اللبنانيين فسيكون على كل الناس السلام، وعندها لا "حزب الله" ولا سواه سيكونون محصنين وقادرين على مواجهة هذه الرياح"، داعيًا في هذا الإطار "الجميع إلى الإتعاظ مما يحصل وكيف تقلّبت القوى وانقلبت الموازين منذ عقود عدة، فالساحة اللبنانية خير شاهد على ذلك بحيث صمدت في نهاية المطاف فكرة لبنان والكيان والوطن المنفتح على الجميع".
وردًا على سؤال، شدد الرئيس الجميل على كون "رئيس الجمهورية ميشال سليمان هو المؤتمن على الدستور ولا يمكن الاستخفاف لا برمزيته ولا بصلاحياته أو بمقدرته على التحرك في ظل الظرف الخطير جداً على المستويين اللبناني والاقليمي"، لافتًا إلى أنّه "وفيما المنطقة تمر بمرحلة من الإنفجار، يرزح لبنان في دائرة الفراغ الذي يكون أحياناً أكثر خطورة من الإنفجار نفسه، ولذلك على الرئيس ميشال سليمان، بالتعاون مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري والرئيس المكلف نجيب ميقاتي وكذلك الأمر مع القيادات اللبنانية الفاعلة، أن يقترح حلاً يضع كل الناس أمام الأمر الواقع ويطرح المخاطر المحدقة بالوطن والكيان والنظام".
الرئيس الجميل الذي أشار إلى أنّ "الأكثرية النيابية الجديدة في مأزق"، رأى في ما يقترحه "فرصة إنقاذ لجميع اللبنانيين، أكثرية وأقلية على حد سواء"، لافتًا الإنتباه في الوقت عينه إلى أنّ "هذا الإقتراح يشكل رأيًا شخصيًا بناءً على تشخيص ذاتيّ للوضع في لبنان"، وأوضح الجميل قائلاً: "هذه الإقتراحات ليست محط إجماع لدى فريقنا السياسي أو لدى الفريق الآخر، إلا أنّ الإنسان لا يستطيع أن يبقى أسير مواقف جامدة، نظرًا لكون الأمور تطورت بسرعة وبشكل دراماتيكي منذ إقالة حكومة الرئيس سعد الحريري وتكليف الرئيس ميقاتي تشكيل الحكومة العتيدة".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك