كثيراً ما الح هذا السؤال على بالي: هل نستحق نحن سكان العالم الثالث، وسائل اعلامية متقدمة وقوية وصادقة؟
لم أكن لأوجه السؤال الى نفسي بالتأكيد، انما الى الآخرين نخباً ومجتمعاً ودارات وسلطات وما الى ذلك، وكنت في غالب الاحيان اتراجع واقول: لِم هذا الاحراج.
ان كان احدنا في البيت لوحده وجدناه يقرأ (على الانترنت) الصحف والمجلات الاميركية والانكليزية والفرنسية، وربما جريدة واحدة او مجلة عربية.
لا نثق بصحفنا ولا بمجلاتنا ولا بمحطاتنا التلفزيونية وبالتالي نحن لا نثق بمصادر اخبارنا ولا بقدرتنا على توضيب الخبر.
لماذا كل هذا ومتى نصل الى احترام انفسنا عبر احترامنا للخبر، للمعلومة، لما يسمى صحافة الحقيقة؟ لا اجوبة واضحة.
نصل الآن الى النقطة الأهم وهي المتعلقة بتلفزيون "الجزيرة" والكلام السابق كان توطئة.
لن اقول رأيي الشخصي في "الجزيرة" ولكني كإعلامي اعترف لهذه القناة بأنها انتقلت بالاعلام العربي من القاع الى حيث بات بالامكان احترامه.
تتفق او تختلف معها ولكنك لن تكون قادراً على عدم متابعة نشراتها.. ومن منطلق احترام النفس سأقول اني وعلى الرغم من قدرتي على رؤية "رحيق" الحقيقة من وراء اي خبر صحافي فأنا رغم ذلك لا استطيع منع نفسي عن متابعتها.
لا اقصد التقليل من اهمية محطات اخرى كالعربية مثلاً، ولكن "الجزيرة" التي لا اتوافق تماماً مع سياستها، نقلتنا الى مرحلة متقدمة، لعلها فاجأتنا ولم نكن جاهزين لسماع اي جزء من الحقيقة.
اتفهم دوافع منتقدي الاعلام العربي عموماً، ذلك ان اهرامات الانظمة العربية تريدنا الى جانبها كأبي الهول.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك