رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري ان مسار تشكيل الحكومة قد دخل على ما يبدو في غيبوبة جراء ما رافقه من تعقيدات محلية وخارجية لم يسبق لها مثيل، لاسيما تلك المتمثلة بتنافس حلفاء الصف الواحد على عدد ونوعية الحقائب الوزارية، لافتا من جهة اخرى الى ان فريق "8 آذار" لم يكن يتوقع لحظة انقلابه على حكومة الرئيس الحريري هذا الحجم من التعثر لخطواته الانقلابية نتيجة المستجدات السياسية والأمنية الطارئة على الواقعين المحلي والإقليمي، معتبرا ان الفريق المشار اليه أثبت عدم قدرته لا بل عجزه عن تشكيل الحكومة نتيجة عدم امتلاكه برنامجا موحدا، ما أدى الى تبادل "الفيتوات" بين أقطابه، متسائلا عن كيفية تمكن هذا الفريق لاحقا من حكم البلاد وإدارة شؤونها ورعاية مصالحها، في الوقت الذي يعجز فيه حاليا عن تشكيل الحكومة.
ولفت النائب حوري في تصريح لـ "الأنباء" الى ان قوى "14 آذار" تثني على دور فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في تشكيل الحكومة، كما تثمن مكانته داخل مجلس الوزراء، وبالتالي فإن القوى المذكورة تدعم مواقفه من عملية التشكيل، وذلك عملا بقناعتها بأن الرئاسة الأولى تشكل بحد ذاتها الضمانة لعدم استفراد أحد بالحكم، معتبرا بالتالي ان إسناد حقيبتي الدفاع والداخلية الى الرئيس سليمان، يشكل الضمانة للبلاد ولكل لبناني مؤمن بهويته، مؤكدا ان قوى "14 آذار" ومعها غالبية اللبنانيين يشدون على أيدي الرئيس سليمان ويدعمون خطواته حيال تمسكه بالحقيبتين المذكورتين.
وردا على سؤال، أكد النائب حوري دستورية إسناد حقائب وزارية الى رئاسة الجمهورية ايا تكن تلك الحقائب وتحديدا حقيبتي الدفاع والداخلية منها، وذلك لاعتباره انه وبغض النظر عن كون الرئيس سليمان ضمانة لوحدة البلاد، فهو معني مباشرة بتحديد المواقع والحصص في الحكومة انطلاقا من النص الدستوري القائل بوجوب تفاهم الرئيس المكلف مع رئيس الجمهورية وحده دون سواه في عملية تشكيل الحكومة، اضافة الى حقه بعدم التوقيع على مرسوم التأليف فيما لو أتت التشكيلة الحكومية غير معبرة عن قناعاته وتطلعاته التوحيدية بين اللبنانيين.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك