يعرف اللبنانيون جميعاً ان هناك من يحاول الآن زوراً، الايحاء بأن عقدة تشكيل الحكومة كانت ولا تزال عندك يا فخامة الرئيس !
ويعرف اللبنانيون الذين يأملون ببقاء وطن، بعد استفحال تدمير هيبة السلطة ونهش لحم الدولة وتمزيق حرمة القانون، ان ما يقال هو افتئات بغيض، يضاف الى مسلسل من التطاول والتحامل، اللذين اوصلهما النائب ميشال عون، مثلاً، الى حد تكرار القول انه لا يحق للرئيس الوفاقي ان يكون له ممثلون في الحكومة، وهذا قد يمثل اصراراً على تهديم ما تبقى من صلاحيات الرئاسة ودور الرئيس، في الوقت الذي تذرف الدموع على هذه الصلاحيات المسلوبة !
والانكى من ذلك هو قيام اهل 8 آذار بالترويج المسيء الى مقام الرئاسة، من خلال الزعم انك تراجعت امام عون، بمعنى قبولك البحث في اسم شخص تسند اليه وزارة الداخلية، التي بدا عون وكأنه يعتبرها حقاً حصرياً له يجب ان يمتلكه لضرورات الانتخابات المقبلة طبعاً !
وفي هذا الترويج ثلاث إساءات اليك: الاولى لأنك لم تطلب اصلاً حصة وزارية محددة بل ابديت رغبة في قيام حكومة لا تتعارض مع القواعد الضرورية للحفاظ على اسس التعايش وروح الدستور. اما الثانية فهي اتهامك بالانكسار والتراجع. والثالثة، وهي الاكثر ظلماً، محاولة تحميلك مسؤولية تأخير تشكيل الحكومة.
اسوأ من كل هذا واكثر تحاملاً عليك وعلى مقام الرئاسة، ان هناك في تجمع 8 آذار، من يحاول الايحاء الآن، بأن مجرد قول الرئيس نبيه بري "ان تأخير تشكيل الحكومة هو مؤامرة على سوريا"، هو الذي جعلك تتراجع هذه الخطوة المزعومة، وهذا طبعاً امر غير صحيح وهو يشكل محاولة مغرضة، هدفها الايحاء بأنك تدخل بازار الحصص، وبهذا يصبح الافتئات عليك مضاعفاً والاساءة الى مقام الرئاسة مضاعفاً ايضاً.
ويعرف اللبنانيون جميعاً انك لست انت، معاذ الله، من "تآمر" فأخّر التشكيل، بل اولئك الذين يريدون علناً تدمير الدستور، وقد وصل الامر بهم حد القول صراحة للرئيس المكلف نجيب ميقاتي ما معناه: نحن نفصّل الاسماء والحقائب وليس عليك انت إلاّ ان تلبس!
هؤلاء هم الذين يريدون ابتلاع الحكومة، وهم الشركاء في ما بينهم، اي اعضاء "مجلس قيادة الانقلاب" على حكومة سعد الحريري وحلفاء سوريا. فان كان هناك من مؤامرة على سوريا في مسألة التشكيل الحكومي [وهذا كلام مرفوض ومردود في الشكل والمضمون يا دولة الرئيس بري] فإن المتآمرين يكونون حلفاءها العاجزين حتى الآن عن التشكيل، إما لجشع وزاري هنا وإما لحب بالفراغ الحكومي هناك... والله اعلم !
امام كل هذا التحامل، ينتظر اللبنانيون من فخامتك موقفاً يضع حداً للاعتداء على الرئاسة. فأنت سقف الدستور ودورك في الحكومة واضح وراسخ، فليتراجع غيرك، وان لم يعجبه يستطيع ان ينفجر غضباً
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك