رأى النائب نضال طعمة أن "الشيخ سعد الحريري يكسر مرة جديدة حد الزاوية ليقدم للبنان فرصة إنقاذ حقيقي، وسط البركان الإقليمي الذي يلفنا. مرة جديدة يحاول الحريص على لبنان أن يحدث فجوة في جدار الأزمة لإنقاذ البلد، مرة جديدة يضع القيادي الشاب نفسه في المقدمة محاولا أن يأخذ بصدره النار، واثقا بتفهم جمهوره للتضحيات الجسام التي يقدمها في سبيل البلد".
وقال في بيان اليوم: "قيل الكثير عن نية الرئيس الحريري في التعطيل، وراهن الكثيرون من المحللين هنا وهناك على أنه يناور في ترشيحه لفرنجية وأنه يدق إسفينا في صفوف الثامن من آذار، وقال آخرون أنه لا يحترم إرادة المسيحيين، وقيل أنه لا يملك إرادة القبول بترشيح عون لأسباب خارجية. أين هؤلاء الذين قالوا وما بهم يصمتون اليوم؟ حبذا لو يراجع كل هؤلاء مواقفهم، حبذا لو يقاربون ما كتبوا على واقع انفتاح الرئيس الحريري مجددا على الجميع، دون أن يعلن أي تبن رسمي لترشيح أحد، فجولة الأفق التي أجراها وتقييمها، وردود الفعل حولها هي الكفيلة بإيضاح جدوى المبادرة ونتائجها. ولكن هل يجرؤ من كتب وحلل وحرم، أن يقارب القضية بنفس المعايير التي بنى عليها تحليلاته ويعلن لنا من هو المعرقل اليوم؟ من هو الذي لا يسهل انتخاب الرئيس؟ من هو الذي لا يقدم التنازلات مقابل ذلك؟"
أضاف: "جيد أننا نسمع في هذه الفترة، خطابا يتحدث عن إقامة الجسور والتواصل بين اللبنانيين، وآخر يؤكد الوقوف بجانب المستقبل لبناء الوطن، ولكننا وبكل صراحة نأمل ألا يكون هذا الخطاب موسميا وآنيا، نأمل أن نكرس جميعا ثقافة اللقاء والتعاون والشراكة، ولكن طبعا وفق معايير واضحة وثابتة تنطبق على الجميع، وفي كل زمان ومكان، أولها مرجعية الدولة وآخرها احترام القوانين والمؤسسات الشرعية، ما يمكن أن يؤدي فعلا إلى جعل السيادة الوطنية واقعا ملموسا من كل اللبنانيين ما يكرس الثقة بالكيان اللبناني وبالقدرة على بعثه من جديد كيلا يكون كيانا آيلا للسقوط".
وتابع: "يبقى أن نسأل الفريق الآخر ماذا قدم هو فعلا؟ ماذا فعل لتلقف مبادرة الشيخ سعد؟ وإذا كانت هذه المبادرة مرفوضة، ولم تجد أفقا لتسويقها عندهم، رغم أننا نرجو العكس، لا بد لهم من تقديم التفسيرات كاملة للبنانيين. لا بد لهم من الكشف عن رؤيتهم، عن مطالبهم، عن المخرج الذي يرونه مناسبا، وإلا كيف نقتنع نحن، وكيف سيقنع اللبنانيون بأن ثمة شي موجود غير نوايا التعطيل؟"
وختم: "نريد أن نتفاءل مع من يتفاءل رغم انطباعات راسخة لدينا بأن موضوع الرئاسة ما زال مرتبطا بالملف الإقليمي. نريد أن نأمل خيرا، وأن يعمم الخطاب الإيجابي والنيات الطيبة، ليس فقط في هذا الظرف، بل في المرحلة المقبلة أيضا، بغض النظر عن نتائج اتصالات الرئيس الحريري، التي نأمل في أن تتظهر قريبا".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك