لأن الصورة الجميلة والمرحة هي ما يبقى من الفنان، لا يمكن تذكر غطاس ضو إلا من خلال مشهد الشمسية الشهير مع وفاء طربيه في مسلسل "طالبين القرب". فرغم أن شيخوخته كان مثالا للفنان اللبناني المظلوم، لا يستحق غطاس إلا أن يستذكر بكثير من الحنين لزمنه العابق بالفن.
فنيانوس أشهر أعمال غطاس ضو، واللقب الذي رافقه في مسيرته الطويلة التي انطلقت مع منير أبو دبس عند تأسيس المسرح اللبناني، وصولا إلى تسعينيات الدراما والكوميديا على الشاشة. فغطاس ضو من أول المنتسبين إلى نقابة الفنانين، رغم أنه في البدايات مارس الرياضة البدنية والملاكمة، ليأتي من صراع الأجساد إلى صراع الفنانين مع وسط لا يقدرهم.
كان في الثانية عشرة من عمره عندما شارك في أول مسرحية له هي فاتك والنعمان عام 1940 في التياترو الكبير مع فرقة قدموس. وبعد انطلاقته الرسمية، شارك في الأعمال المسرحية لأنطوان غندور وبيار روفايل وأندريه شاهين ومروان نجار وغيرهم، من إخراج أنطوان ملتقى وأنطوان ريمي وفيليب عقيقي وباسم نصر وروجيه عساف.
وصفت الشحرورة صباح غطاس ضو بشارلي شابلين العرب، ويروى عن الشاعر الكبير سعيد عقل أنه قال مرة: دعوني أتعرف إلى هذا الممثل القدير الذي يمثل من حاجبيه وأهداب عينيه حتى أخمص قدميه. شهادات تعكس القليل من النجاح الذي عاشه غطاس ضو في زمنه الذهبي، في أشهر الأعمال المسرحية والتلفزيونية.
في سنواته الأخيرة، ساءت حاله بسبب فقدان الذاكرة واضطرت زوجته للاستقالة للاهتمام به. وفضل غطاس ضو أن يعتزل التمثيل يوم بدأت الذاكرة تخونه. فأصبح مرادفا للفنان الذي عاش في القهر في نهايته بدل من أن يجد من يكرمه على عطاءاته، حتى بات يصح فيه لقب "شهيد الممثلين" ممن أعطوا الكثير، ولم يحصلوا في المقابل على أي شيء... إلا الذكرى.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك