انها المؤامرة على اعرق المدن المملوكية في العالم بعد القاهرة.
هنا طرابلس التي تحاكي التاريخ بإرثها وآثارها، اسقطت مدينتها القديمة كل الفتوحات لتسقط اليوم عن سابق تصور وتصميم في الاهمال والنسيان.
هكذا بدا مدخل المدينة في منطقة المهيترة حيث كان باب كبير يفصلها عن الخارج منذ مئات السنين. كل حائط وقنطرة تكتنز آثارا نادرة. هذه ما يسمى بالمدرسة العجمية التاريخية. حالتها مذرية من الداخل والخارج. كاميرا الـ mtv دخلت الى الحارات القديمة. في هذه الازقة, المشاهد صادمة لما اصبحت عليه الابنية التراثية. مخالفات تعديات تشويه ولا من يسأل.
انتقلنا الى سوق العطارين حيث تتنقل بصعوبة بين المحال المنتشرة الى ان تصل الى زقاق القرطاوية. هنا الاثار المملوكية اختلطت بالبسطات.
اما هذه الساحة لزقاق الامير التاريخي فمتروكة لمصيرها.
الدولة نسيت وتناست طرابلس, ولا يذكرنا بها سوى هذه اللافتات التي تشير الى الاماكن الاثرية.
ووسط كل هذه الفوضى, خان العسكر والجامع المنصوري الكبير تم ترميمهما ليصبحا تحفة فنية رائعة.
الـ mtv دخلت دهاليز الحمام الاثري، ولو كانت هذه المشاهد في اي بلد اوروبي لما رأينا مسؤولا خارج السجن.
اما في زقاق المقدم الاثري, فالصور تتكلم.
وحدها قلعة طرابلس الاثرية العريقة شاهدة على ما يحصل تحتها في المدينة القديمة، وهي استطاعت ان تتحدى التخريب والسرقات وعادت لتنفض ولو جزئيا غبار الاهمال.
اذا لم يشاهد المسؤولون من وزراء ونواب والقيمون على طرابلس واقع حضارتهم، علهم يشاهدون هذا التقرير ونحن نضعه برسم كل من يعنيهم الامر. وصرخة الطرابلسيين لهم واحدة، كفى تآمرا وخلافات, فقد حان وقت عودة التاريخ للتاريخ.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك