أوضحت مصادر بكركي أن "البطريرك مار بشارة بطرس الراعي من خلال كلامه عن السلّة انما أراد توجيه رسالة الى الزعماء الموارنة مفادها أن الاصرار على التمسّك بترشيح أحد الأقطاب الموارنة الأربعة لرئاسة الجمهورية غالباً ما تأتي نتيجته اطالة أمد الفراغ الرئاسي، مع ما يقود اليه من يأس واحباط في صفوف المسيحيين وتهجير لمئات بل آلاف العائلات من بينهم".
وقالت المصادر إن "البطريرك الراعي لطالما لمّح في أكثر من مناسبة أنه لا يمكن عرقلة الانتخابات الرئاسية للوقوف على أحد هذه الاسماء الأربعة"، وشددت على أن "كلام البطريرك الراعي ليس موجّهاً ضد الرئيس نبيه بري لا من قريب ولا من بعيد بل هو موجّه الى الزعماء المسيحيين الذي يتشاركون مع سائر المسيحيين المسؤولية في انتخاب رئيس الجمهورية".
وأكّدت مصادر بكركي أن "الراعي يحاول التسويق لفكرة مرشّح من خارج دائرة الأقطاب الأربعة، دون أن يدخل في تأييد اسم دون سواه، خصوصاً لأنه يشعر بنوع من التحييد أو التهميش للكنيسة المارونية من خلال مواقف الأقطاب الموارنة وحراكهم السياسي"، ولفتت الى أنه "منذ أن تم طرح ترشيح أحد الأقطاب الأربعة، وخصوصاً بعد اتفاق معراب بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" شعرت الكنيسة المارونية بنوع من التهميش لدورها وموقفها"، مشدّدة على أن "هذا النهج التهميشي أحدث نوعاً من "النقزة" لدى البطريرك الماروني من التوجه لدعم أي من المرشحين الأربعة (رؤساء الاحزاب) لأنه بات على ثقة بأنهم يفضلون تحييد الكنيسة والتفرّد بلعب الدور الرئيس في البلد".
وأسرّت المصادر لـ "النهار" بأن "بكركي "مزروكة" والبطريرك الراعي يحاول تمرير الرسائل دون تسمية الامور بأسمائها لتجنّب الخلاف المباشر مع أي من الأقطاب المسيحيين، لكنّه في الواقع يقصد بكلامه المسؤولية المارونية عن النزف الديموغرافي المسيحي الذي يتسبّب به بعض الأقطاب الموارنة تحت راية المحافظة على حقوق المسيحيين"، ولفتت الى أن "البطريرك الراعي يكرّر في مجالسه الخاصة بأنه مع مبدأ انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن، وأياً يكن هذا الرئيس، مؤكداً أن «قوة الرئيس لا تنبع بالضرورة من حيثيته الشعبية، بدليل ان الرئيس فؤاد شهاب لم يكن ذي حيثية لكنّه بنى للبنان دولة مؤسسات قوية وقادرة".
وأكّدت مصادر بكركي أن "البطريرك الراعي مقتنع قناعة تامّة بأن"طرح السلة المتكاملة أتى لابعاد حظوظ العماد ميشال عون وتكريس الفراغ في سدة الرئاسة الأولى الى حين الحصول على الضوء الأخضر من الخارج، من هنا فان الهجوم على السلّة يأتي من منطلق الهجوم على مبدأ الفراغ بحد ذاته"، وأشارت الى ان "البطريرك الراعي مقتنع اليوم أكثر من أي وقت مضى بأن الصراع الأقليمي هو المسؤول الأول عن عرقلة الانتخابات الرئاسية وما يتفرع منها من حلول لأزمات لبنان".
ورداً على سؤال حول موقف بكركي من الاتجاه التصعيدي للتيار الوطني الحر المرتقب في الشارع في 15 تشرين الأول الجاري، أكّدت المصادر لـ "النهار" أن "بكركي غير مؤمنة على الاطلاق بشعار المحافظة على حقوق المسيحيين المطروح من قبل بعض الفرقاء، وهي لا تعتبر ان الميثاقية يمكن أن تتأمن بمجرد ايصال رئيس حزب أو تيار مسيحي معين الى رئاسة الجمهورية"، مشددةً على أن "الميثاقية وتحصيل حقوق المسيحيين لا يمكن أن تتحقّق الا من خلال تطبيق مبدأ المناصفة واعادة حقوق المسيحيين من خلال التوازن الطائفي في الادارة والمال والخدمات، سواء من خلال الوظائف العامة في الدولة او التمثيل الدبلوماسي أو الحقائب الوزارية أو توزيع المال والمشاريع الانمائية".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك