"في الصّالاة ابتدائاً من 25 أيلول، فيلماً مرعباً جديداً، سيقتع الانفاس، ويثمّركم أمام الشّاشة العملاقة، كونو على الموعد...". لن أسترسل وأتوسّع أكثر تفادياً لأيّ عمليّة انتحار ممكنة لأي مدقّق لغة عربيّة يقرأ هذه السّطور، التي تشكّل خطراً على القارئ "العادي" الذي تعوّد نظره على تلك الاخطاء التي باتت رائجة، لا بل لم تعد "أخطاء" بالنسبة الى "البعض"...
يأسف الخبير في الاعلام والتواصل الاستاذ رمزي نجّار للإنحدار الذي وصلت إليه اللغة العربية في الوسطين الاعلامي والاعلاني، لافتاً الى ان "غالبيّة المتابعين في الوسطين باتوا يشرّعون الخطأ الشائع، معتبرين ان ضوابط اللغة أضحت في أيامنا "دقّة قديمة"، مردّدين عبارة "حلّوا عنّا، بيكفّينا تعقيدات".
ورأى نجّار أنّ ما وصلنا إليه "أمر محزن للغاية وخطر في الوقت عينه، لان اللغة هي جزء من الهويّة، وشخصيّة هذه الحضارة وتاريخها، وخسارة اللغة رويداً رويداً يعني خسارة جزء من الحمض النووي للإنسان".
وأضاف: "موضوع اللغة العربيّة سيادي لهذا الشعب، وإهماله يؤدّي الى الانحلال والتفكّك، ويكلّفنا نوعاً من الخروج من شخصيّتنا وهويّتنا، لذلك يجب أن ننتفض على الوضع الذي يُفرض وألا نسمح للبعض بانتهاك هذه اللغة".
وعزا نجّار سبب التساهل والتسامح في تمرير الاخطاء الشائعة، الى فترة ما بعد الحرب، بحيث من الطّبيعي أن يوصل الشعب الى الاستهتار ببعض الامور، نظراً إلى حالة اليأس التي كان يعيشها المواطنون، وهذا الامر طبيعي لكن من غير الطّبيعي الاستمرار بهذا النّهج الخاطئ ويجب ان لا نشرّعه كي لا نصل الى ما تحمد عقباه.
وفي هذا الاطار، شدّد على أنّ ما يساهم في زيادة عدد الاخطاء الكبير وتشريعها، هو إلغاء وظيفة مدقّق اللغة أو ما يعرف بالمصحّح، وهذا ما يخلّف أخطاء معيبة بالآلاف يوميّاً. ومن هنا، يجب التنبّه لأهميّة هذا الدّور وعدم المسّ به أو الاستغناء عنه، بل ينبغي أن يكون جزءاً لا يتجزّأ من أي وسيلة إعلاميّة أو إعلانيّة، فهو ما يسمّى "الفيلتر" لتنقية الاخطار والمطبّات التي تقع فيها لغتنا التي هي وسيلة التعبير عن فكرنا.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك