أكد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أن "الدولة هي معلم رجال النخبة في قطاعات قوى الأمن الداخلي وفي مقدمهم شعبة المعلومات، والدولة هي قائدتهم وليس لغيرها أن يقول ذلك"، واصفا إياهم بأنهم "أرجل الرجال، وقدوتهم شهادة الشهداء الذين دفعوا ثمن مسؤولياتهم الوطنية".
وأشار المشنوق، خلال تكريم السفير اللواء الركن أحمد الحاج، في معهد قوى الأمن الداخلي بعرمون، إلى أن "قيادة اللواء الحاج لقوى الأمن الداخلي، كأنها الحقيقة الدائمة في شخصيته وقلة من أمثاله تركت أثرا واضحا ومميزا".
وقال المشنوق في كلمته: "القيادة هي الفن في أن تجعل من هدفك الشخصي مثالا للآخرين"، هذا القول المأثور للماريشال الفرنسي فوش ، افتتح به اللواء الركن احمد الحاج دائما درسه الاول كأستاذ مادة "فن القيادة" في المدرسة الحربية، نجح "القائد" الحاج في تجسيده فعلا وممارسة في مختلف مراحل وحقبات مسيرته من المدرسة الحربية في الجيش مرورا بقوات الامن العربية وصولا الى قوى الامن الداخلي. لم يبرع اللواء الركن الحاج فقط في تأدية مختلف المهمات والأدوار العسكرية والأمنية والديبلوماسية التي أوكلت اليه، بل تعرفون ونعرف أن يكون "قدوة في التفاني وفي شعوره السامي بالواجب" كما جاء في شهادة "معلم" المدرسة الشهابية الأول الرئيس اللواء الراحل فؤاد شهاب".
اضاف: "كان اللواء الركن في خدمته جنديا قبل كل شيء وبقي جنديا في كل شيء، متمسكا خلال كل المحطات المفصلية من حياته المهنية بالدولة وبالمبادىء الاخلاقية والانسانية والوطنية وما فيها من انضباط وتجرد ومناقبية ونزاهة الى حد الزهد. ظهر ذلك جليا حين طلب اعفائه من مهام قيادة قوات الامن العربية وذلك لسببين: الأول معارضته تعدي سلطة الوصاية السورية في حينه على حرية الرأي والتعبير ومداهمة مقار الصحف والسبب الثاني احتجاجا على تجاهل هذه السلطة له ولموقعه، ولمواقع كثيرين آخرين في تلك الفترة. اذا كان صحيحا، وهو صحيح، أن كل هذه المزايا تجلت في ممارسة اللواء الحاج مهماته في المؤسسة العسكرية، فلماذا بقيت قيادته لقوى الامن الداخلي كأنها الحقيقة الدائمة في شخصيته؟".
وتابع: "اللواء الركن الحاج لم يكن اول مدير عام لقوى الامن الداخلي ولا آخرهم، جاء قبله وبعده عسكريون ومدنيون وامنيون عديدون الا ان قلة من امثاله تركت اثرا واضحا ومميزا من بينهم اللواء ابراهيم بصبوص هذا الناسك القوي العامل بجهد وبصمت على مدار الساعة وفي اصعب الظروف وأدقها، مع احترامي الأكيد والدائم للآخرين ممن تعاقبوا على هذا الموقع. الاكيد أن اللواء الركن الحاج "آخر الشهابين الآوائل"، كما يصفه أحد عارفي تلك المرحلة، غرف من هذا الارث المتمثل بنهج التمسك بدولة المؤسسات من اجل إرساء بنيان قوى الامن الداخلي المادي والمعنوي والخلقي والاصلاحي. ومن أبرز تلك الانجازات تأسيس هذا المعهد الذي يستضيفنا اليوم."
واردف: "حضرة اللواء الركن الحاج، أرى في عينيك فرحة النظر في الحلة الجديدة للمعهد الذي يبني أبناء الدولة من العسكريين. بمناسبة الحديث عن المعهد، أود أن أعرب عن تقديري الخاص للجهد الذي يبذله العميد محمد الحجار من أجل بناء عسكري محترف جاهز وقادر على فرض القانون. ولأن النجاح بالنجاح يذكر، بالتأكيد تسمع وتقرأ يا حضرة اللواء الركن الحاج، عن شعبة المعلومات ومشاكلها والكلام عنها ولها، وما تحققه من ريادة في اختصاصاتها المتعددة ونحن على مسافة أيام من ذكرى اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن. مثلهم كمثل كل قطعات النخبة في قوى الأمن الداخلي. إلا أن الأهم أن في الشعبة رجالا صدقوا في ما عاهدوا الوطن عليه، أولهم العميد عماد عثمان. الدولة هي معلم هؤلاء الرجال وهي قائدتهم وليس لغيرها أن يقول ذلك. هم أرجل الرجال، وقدوتهم شهادة الشهداء الذين دفعوا ثمن مسؤولياتهم الوطنية. ومنهم من أتى على ذكرى اللواء الحاج وهو الرائد وسام عيد".
وختم: "وأخيرا أستعيد ما كتبه الرئيس الراحل الياس سركيس في رسالة وجهها الى "رفيق العمر"، كما يصفه اللواء الركن الحاج، لأردد معه: "أطلب اليه تعالى ان يحفظك للبنان، الاخ الوفي، الصامد، البعيد النظر، الكبير الرؤيا". سعادة السفير، سيادة اللواء الركن، أدامك الله بصحة وعافية واطال بعمرك، وشكرا من القلب لكل ما فعلت للبنان المدين اليك بالكثير الكثير. عشتم ، عاشت قوى الامن الداخلي، عاش لبنان".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك