يؤكّد رئيس المجلس النيابي نبيه بري أنّه قدّم ما لديه من "خريطة طريق" تتناسب مع مضمون طاولة الحوار الوطني، وتتضمّن تفعيل العمل النيابي والحكومي وتخفّف النّفور القائم بين مختلف الفرقاء، تمهيداً للاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية. لكن "خريطة الطريق تبعي ما عجبتنش... أنا هلق رح أقعد واتفرج"، يقول رئيس المجلس لـ"الأخبار". بالنسبة إليه، لم يسمع حتى الآن من الرئيس سعد الحريري ترشيحاً علنياً لرئيس تكتّل التغيير والإصلاح، ولم يحسم له أحد ممن زار السعودية حقيقة الموقف السعودي، وبالتالي، ما لم يسمع برّي موقف الحريري الواضح، فإن "ترشيح الحريري لعون لا يزال كلاماً". يعبّر رئيس المجلس عن امتعاضه من تظهيره وكأنه المعارض الوحيد لترشيح الحريري لعون، وهو يقرأ موقف حزب الكتائب أمس في "الملخّص الإعلامي" الذي يصله مساءً، ويقول: "شوف الكتائب شو عم يحكوا". ثمّ يعيد شرح ما يقصده بـ"السلة"، وكيف يمكن التفاهمَ على مندرجات طاولة الحوار، أن يسهّل على رئيس الجمهورية المقبل الكثير من مطبّات العهد الجديد.
هل سيشارك العونيون في جلسة انتخاب رؤساء ومقرّري اللجان النيابية؟ لا جواب حاسماً لدى رئيس المجلس، لكنّ ما يراه مناسباً هو أن يشارك الجميع في عملية الانتخاب. ولن تكون المشاركة بالنسبة إليه مؤشّراً على اعتراف التيار الوطني الحرّ بشرعية المجلس، فالجواب على شرعية المجلس أو عدمها، أخذها من مقابلة عون مع تلفزيون "أو. تي. في." قبل أيام.
أمرٌ آخر يزعج الرئيس برّي، وهو اتهامه بالعمل ضد الدستور، "أنا أكثر واحد حريص على الدستور، كتلتي هي الكتلة الوحيدة التي لا يتغيّب أعضاؤها عن حضور جلسات انتخاب الرئيس". ويقول برّي لـ"الحريصين على الدستور أكثر مني": "توجّهوا إلى مجلس النواب ولننتخب رئيساً بحسب الدستور". ومع أن برّي ينتظر إعلان الحريري لترشيح عون قبل اتخاذ الموقف المناسب، إلّا أنه لا يرى أن الأمر قريب. ولا شكّ في أن زيارة الوزير علي حسن خليل لبكركي أمس تركت أثراً طيّباً عند رئيس المجلس، بعد أن تحدّث خليل والبطريرك الماروني بشارة الراعي بكلّ التفاصيل، وجرى شرح المواقف، وكذلك الاتفاق على التواصل المباشر بشكل دائم، منعاً لحصول "سوء تفاهم" جديد.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك