يقيم المجلس الاسلامي الشعي الأعلى مراسم احياء اليوم العاشر من محرم عند التاسعة والنصف صباح بعد غد الاربعاء في مقر المجلس، برعاية نائب رئيس المجلس الشيخ عبد الأمير قبلان الذي سيلقي كلمة، ويتلو السيد نصرات قشاقش المصرع الحسيني.
وجرى إحياء الليلة الثامنة من محرم في قاعة الوحدة الوطنية في مقر المجلس، في حضور حشد من علماء الدين وشخصيات سياسية وقضائية وعسكرية وتربوية وثقافية واجتماعية ومواطنين. وعرف بالمناسبة الشيخ علي الغول، وتلا المقرئ أنور مهدي آيات من الذكر الحكيم.
والقى ممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي رئيس أساقفة بيروت المطران بولس مطر كلمة قال فيها: "بفخر واعتزاز نقف مرة جديدة أمامكم في مناسبة إقامة الذكرى لأيام كربلاء المجيدة، ونحيي في مقدمكم حضرة نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ الجليل عبد الأمير قبلان، أطال الله عمره، معربين له عن عميق احترامنا وتقدير جميع اللبنانيين للرسالة السامية التي يقوم بها في هذا الوطن اللبناني العزيز، لا حيال أبناء طائفته الميامين فحسب بل أيضا حيال مكونات البلاد كلها ومن دون استثناء. فهو يدعو جميع الناس بصدق ومودة إلى أن يعودوا إلى ربهم، سبحانه وتعالى، وبعضهم إلى بعض، فيكملوا مسيرة الآباء والأجداد في توحيد الصفوف على المحبة والخير، وفي الشهادة لعيش مشترك كريم يجب أن يصبح قاعدة يلتزمها عالمنا العربي بأسره، إذا ما أراد انتصار الحياة على الموت، والحضارة على البداوة، وحقيقة الدين السامية على كل تشويه لها أو ابتعاد عنها أو تنكر لما أتت به إلى الناس من فيض أنعام".
وتابع: "إن هذا الشرق الحزين والمجنون في آن راح يتخبط اليوم في مستنقعات زمن سحيق عنوانه المظالم وعدم الاعتراف بالآخر. فهو لن يبقى له من أجل إنقاذ نفسه سوى أن يتوب إلى الله ويسعى إلى توحيد قوى الأمة والتناغم بين أبنائها على تنوعهم المشروع وإلا فما دامت الحال على ما هي عليه فإنها لن تعرف تغييرا منقذا بل تبقى على العطب إياه فالأسباب عينها ستؤدي إلى النتائج نفسها لا محالة.
المطلوب لهذا الشرق إذن أن يكسر حلقة التربص بالآخر والحذر منه دون علة أو سبب. فهل نحلم بمثل هذا التصور وبتحقيقه في دنيا الواقع؟ أنتم تعرفون أيها السادة إن أهل عاشوراء لقادرون على اجتراح التغيير لأنهم أخذوا من الحسين قوته وصلابته وهو الذي بفضلها لا يعرف لليأس سبيلا، وقد أقرن القوة المادية بقوة الروح فتجلى له إيمانه مربوطا بالرجاء ومنفتحا على نعمة المحبة. إن في قلب كربلاء روحا وثابة لغد أفضل، وحيث يكون الروح هناك تكون الحرية. فيا حبذا لو اجتمع أهل الخير والتقوا، ولو من الرياح الأربع، لأن جمعهم هذا يمنح للدنيا رجاء وطيدا وخلاصا أكيدا. ولماذا لا نحلم أيضا بأن مثل هذا التجمع ممكن حصوله في لبنان بالذات لو أراد اللبنانيون النحو بهذا المنحى، وهم عند ذاك يحققون دعوة بلادهم ورسالتها المنتظرة في العالم شرقا وغربا".
وقال: "إن المعركة التي تجري اليوم في هذا العالم ليست بالأولى معركة سياسية بل هي معركة حضارية وروحية بامتياز. إنها معركة يتقرر مصيرها في بلدان وجماعات شبيهة بلبنان وبجماعاته المعروفة بتراثاتها الإنسانية النبيلة. لذلك من غير المقبول وغير المفيد على الإطلاق أن يربط مصير لبنان وتقدمه بمصير المنطقة وحل إشكالاتها الكبيرة، بل المطلوب هو أن يربط مصير المنطقة بمصير لبنان، شرط أن يقدم لبنان مثالا حيا ومغريا في تعايش أبنائه وأن يتخطى مصاعبه الآنية ويسير نحو صناعة المستقبل بخطى واعدة وخطى ثابتة لم نصل إلى مثلها بعد، بما يكفي، فيما الأمر جلل، والفرصة ثمينة، وأهل الحل والربط ما زالوا عنها غافلين".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك