خرج الخلاف المتعلق بالمراسم العاشورائية بين الشيعة إلى العلن للمرة الأولى بهذا الزخم على لسان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله خلال خطاب وجّه فيه السهام إلى ما يعرف بالتيار الشيرازيّ والمتعاطفين معه.
ومن يبحث في أصل الخلاف بين من يؤمن بولاية الفقيه أي تيار الخميني ومن يكفر بها أي تيار الشيرازي يجد أنَّ التناقض متجذّر في السياسة أيضًا لا فقط في الدين.
فالشيرازيون ليسوا متفردين في ممارسات يعتبرها عدد كبير من مراجع الشيعة مخالفةً لمذهب التشيع فحسب، بل هم الذين يجرأون على مهاجمة المرشد الأعلى السيد علي خامنئي بل ويكفّرون كل من يعلن القتال تحت راية غير راية المهديّ.
وفي المحصّلة يرى المتابعون للملف الشيعيّ أنَّ نصر الله هاجم الشيرازيين اليوم بسبب تمددهم في الساحة العاشورائية اللبنانية لأنّ انتقاد هذا التيار المتشدد ظهر سابقًا على لسان المرجع محمد حسين فضل الله وأكمل المهمة تلميذه الشيخ ياسر عودة على مدى السنوات الست الماضية.
أما اليوم وبسبب خطر انسحاب العادات الشيرازية على الساحة الجنوبية الشيعية فأصبح الصمت خطرًا على الشيعة المؤمنين بولاية الفقيه.
الذين لا يعرفون عمق الخلاف بين تيار الخميني وتيار الشيرازيّ اعتبروا أنَّ نصر الله يوجّه الانتقاد إلى حركة أمل لأن نصر الله وجّه اللوم الى الذين يضربون رؤوسهم ويسيلون دماءهم يوم العاشر على الطريق، وبين هؤلاء شريحة تنتمي إلى الحركة، فيما ساحة نزف الدماء دفاعًا عن التشيع في ساحة الحرب السورية مفتوحة على حدّ قوله.
وما أكد الاعتقاد الخاطئ ،بأنَّ الخلاف هو مع أمل، اتهام بعض مناصري الحركة نصر الله عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأنه يسخِّر الشعارات الحسينية غطاء لمشاركته في القتال إلى جانب نظام الأسد.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك