كشفَت مصادر سياسية واسعة الاطّلاع لـ"الجمهورية" أنّ الحراك الديبلوماسي في بيروت سجّل أدنى مستوى منذ فترة طويلة، وهو أمرٌ له ما يكفي من الدلالات السلبية التي تنمّ عن أكثر من مغزى.
وعزا البعض الانكفاءةَ الديبلوماسية على المستوى السياسي إلى وجود عدد من السفراء في إجازاتهم الصيفية التي انتهى معظمُها بداية الشهر الجاري، إضافةً إلى عدم الاهتمام الدولي بما يجري على الساحة اللبنانية، نظراً إلى وجود أولويات أُخرى جَعلت اهتمامات بعض السفراء في لبنان محصورةً بالشقّ الأمني والعسكري، خصوصاً على مستوى الدوَل الغربية الداعمة للجيش والمؤسسات الأمنية، وهو ما أدّى إلى حركة وفود عسكرية على مستويات إقليمية بارزة، بعضُها في السر، وأخرى في العلن، فيما لوحِظ أنّ الحراك الأميركي وحده، إنْ بشقّه الاقتصادي والمالي لملاحقة العقوبات المفروضة على"حزب الله" والمنظمات الإرهابية في المنطقة، أو بشقّه العسكري، يَحظى بتغطية إعلامية، متى شاءت السفارة الأميركية من دون أيّ مبادرة لأي طرف لبناني آخر.
ولفتَت المصادر إلى أنّ بعض السفراء الغربيين، الذين واكبوا باهتمام محدود مبادرةَ الحريري الأخيرة التي أعقبَت عودته إلى لبنان نهاية أيلول الماضي، لم يسجّلوا أيّ مواقف معلنة، مع تشجيعهم الدائم على انتخاب رئيس من الصفّ المحايد بعيداً مِن الاصطفاف الحاد، وضرورة وقفِ مسلسل تضييع الوقت والسعي إلى عقدِ جلسة لانتخاب الرئيس بما تفرضه الأصول البرلمانية الديموقراطية وانتخاب من يَحظى بالأكثرية المعترَف بها.
وعلى رغم ذلك، فقد اكتفى بعض السفراء بطلب معلومات حول ما يجري على الساحة اللبنانية من أطراف سياسية محدودة، في اعتبار أنّ الاتّصالات على المستوى الرسمي مع وزارة الخارجية باتت في حدّها الأدنى، وهو ما عكسَه نشاط الوزارة المحدود على هذا المستوى في الأيام القليلة الماضية.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك