رأى وزير الاشغال العامة والنقل غازي زعيتر "اننا نعيش في أزمة كبيرة لا تحل بتفاهمات أو صفقات ثنائية، بل المطلوب عقد وطني جامع نحققه من خلال تفاهم وطني واسع بين كل القوى السياسية، على قاعدة العناصر السياسية في طاولة الحوار، ولا بديل عن الحوار بين اللبنانيين جميعا".
كلام زعيتر جاء خلال حفل تأبيني في كفردان غربي بعلبك، حيث اعتبر أن "الساحة السياسية تمتلئ بصخب متعلق بملء الشغور في موقع رئاسة الجمهورية، هذا الشغور الذي يستمر منذ حوالى السنتين ونصف السنة في ما يشبه الفضيحة الوطنية والسياسية والاخلاقية، بعد مسيرة من الحرد والتمنع عن القيام بممارسة الواجب الوطني وعدم النزول الى مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية بعد انتهاء ولاية الرئيس السابق العماد ميشال سليمان، هذا الشغور يتحمل مسؤوليته كل من توانى او قصر في حمل عبء المسؤولية والالتزام الوطنيين. اليوم يأتينا من يبشر بانتهاء هذا الشغور، وهذه اشارة طيبة بعدما انتظر اللبنانيون طويلا، وكأن الموقع الاول في الدولة يفرج عنه او يعطل، يجلس على كرسيه هذا او ذاك بمجرد القول الأمر لي وهذه مشيئتي أو بمجرد جلوس طرفين معا يصبح لزاما على جميع مكونات الوطن ان تبصم على تفاهماتهما او صفقاتهما".
وقال: "لا ايها السادة، مهلا ورويدا. ما هكذا تريد الإبل، اذ لنا في مجريات احداث تاريخ لبنان السياسي القريب والقريب جدا آلاف الدروس والعبر، ان سبب خراب لبنان واستمرار تعليقه على صليب الازمات، انما كان في الثنائية التي نؤمن ايمانا جازما ان اهم معاني اتفاق الطائف هو تجاوزها بل اسقاطها".
وأكد زعيتر ان "رأس الدولة هو رئيس لكل اللبنانيين وهو نتاج عمليه دستورية قانونية يتشارك فيها نواب الأمة، كل الأمة، وليس محصلة اتفاق طرفين مهما كان حجم حضورهما وتمثيلهما. وليس من المقبول وليس بالمستطاع - وهذا ما اكدته التجارب - تجاوز حركة امل، وما تمثل على المستوى الشعبي والوطني والرسمي. فالحركة حريصة بشخص رئيسها الرئيس الاستاذ نبيه بري على حقها في ممارسة قناعاتها السياسية والوطنية، وهي التي يسجل لكتلتها النيابية انها لم تتغيب ولو لجلسة واحدة عن جلسات انتخاب الرئيس، وهي بموقعها الوطني والمسؤول عندما تؤكد على حقها هذا، فهي تعمل من اجل تمهيد الطريق امام الرئيس العتيد كي يكون وصوله الى قصر بعبدا نتاج توافق وطني عام وشامل، على طاولة حوار شاملة، تزيل من امام العهد الجديد كل الالغام المتوقعة، وهي قانون انتخاب جديد بعدما فشلت كل الاحزاب والكتل النيابية حتى تاريخه عن انجاز الاتفاق حوله، ويعلم الجميع ان في المجلس النيابي وفي اللجان المشتركة وايضا في اللجنة التي شكلها دولة الرئيس نبيه بري بالتنسيق مع كل الكتل النيابية، هناك مشاريع واقتراحات قوانين للانتخابات النيابية، وحتى تاريخه لم تستطع لا هذه اللجنة ولا اللجان المشتركة ولا الهيئة العامة الاتفاق على قانون تكون قاعدته الاساسية نسبية، ولبنان دائرة واحدة. طبعا هذا موقفنا، ولكننا مستعدون دائما للنقاش مع كل المكونات السياسية. هذا القانون يبعد عنا كأس قانون الستين المسبب للكثير من ازماتنا الوطنية، ولا يضع العهد الجديد امام خيار التمديد القاتل لمجلس النواب".
أضاف: "من العقبات التي لا نتمنى أن يصطدم بها للعهد الجديد موضوع تشكل الحكومة وليس تشكيل الحكومة والحصص كما يحاول البعض في الاعلام ان يصور، هنا نصل الى موقف دولة الرئيس بري في موضوع السلة او الميثاق الوطني او التفاهم، وهذه التفاهمات اذا ما جمعناها فهي تحتاج لسلة لجمعها. نعم، لا نتمنى للعهد الجديد ان يصطدم بهذه المعوقات بموضوع تشكل الحكومة وليس تشكيل الحكومة التي يعرف طباخو الغرف المغلقة في الداخل والمنتجعات الداخلية والخارجية ان حكومات الرؤساء سلام وميقاتي والحريري استغرق تشكيلها اكثر من ستة او سبعة اشهر، وهذا الامر ان حصل مع الرئيس الجديد طبعا سيفقده الكثير من المعنويات ويسقط الهالة التي انتظرها اللبنانيون طويلا".
وتابع: "من العقبات بيان الحكومة الجديدة، وكلنا يعرف انها حكومة تضم قوى سياسية لها علاقات اقليمية ومواقف سياسية وعملانية في ملفات المنطقة المحترقة، ولا نظن ان بمقدور احد ان يقلل من شأن هذه المعضلة ان لم تحل مسبقا. ومن دون هذا الاتفاق الناتج عن طاولة حوار ليس من حل. نعم، لقد تركوا طاولة الحوار وتخلوا عنها، فليتفضلوا بالنزول الى المجلس النيابي. ولنقم بانتخاب رئيس، ومن دون الاتفاق الناتج عن طاولة حوار ليس من حل الا النزول الى المجلس النيابي والمشاركة في انتخاب رئيس من بين عدد من المرشحين، وليربح من يربح، ومن يشعر بأنه صاحب التمثيل الاكبر والاوسع ويتمتع بشبكة تحالفات وتفاهمات كبرى عليه ان لا يخشى من الديمقراطية والدستور المعبر عن عيش اللبنانيين في ما بينهم. ونقول للقاصي والداني ان الانتخابات افضل واقوى وامنع من البيعة والتعيين صونا لكرامة العهد والموقع المسيحي والوطني الاول في هذا الوطني، نحن لسنا بحاجة الى شهادة حول موقفنا الوطني والسياسي، خصوصا في ما يتعلق بالدور الوطني السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي والحضاري لواحد من اهم مكونات لبنان، عنيت بهم اهلنا واخوتنا المسيحيين. وحده من بين المسؤولين والقادة في عالم العرب، كل العرب، وحده دولة الرئيس بري دعا الى قمة عربية ليس على جدول اعمالها الا وضع المسيحيين، خصوصا في العراق. هو الذي اسس لمدرسة الطمأنينة والحماية وضرورة التواصل والمشاركة بين جميع اللبنانيين حسب منطوق الطائف. كفى ظلما وتجنيا، ليس هكذا تكافأ مدرسة القائد المغيب السيد موسى الصدر الذي ارسى وأسس وعمق في عقولنا وقلبنا وفكرنا ان التعايش الاسلامي المسيحي ثروة يجب التمسك بها".
ورأى "اننا نعيش في ازمة كبيرة لا تحل بتفاهمات او صفقات ثنائية بل المطلوب عقد وطني جامع نحققه من خلال تفاهم وطني واسع بين كل القوى السياسية على قاعدة العناصر السياسية في طاولة الحوار، ولا بديل عن الحوار بين اللبنانيين جميعا في حياة سياسية لبنانية يضع اغلب لاعبيها لبنان على خط النهايات المرة والصعبة، طبقة سياسية مغامرة لا عهد لها بلبنان، التسويات والدستور جلها لا عهد لها بروح الدستور والصيغة والميثاق ايضا، واصحاب الخيارات الانتحارية ليتهم حماة الطوائف وحراس مصالحها بل هم حراس مصالحهم ومواقعهم وكراسيهم".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك