كشفت صحيفة "وطن امروز" الإيرانية عن اتفاق سري بين إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما وحكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني، حول سوريا أثناء المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن.
وقالت "وطن امروز": كما أن هناك اتفاقا يسمى "برجام" (الاتفاق النووي الإيراني)، هناك اتفاق آخر يسمى "برشام"؛ وهو تفاهم تم بين إدارة أوباما وحكومة روحاني حول الأزمة السورية.
وأكدت الصحيفة أنه لا يمكن عزل تطبيق "برجام" عن "برشام"، وأن هناك بنودا في الاتفاق النووي ما زالت معطلة بسبب ارتباطها بالملف السوري ومصير بشار الأسد.
وأضافت: نحن الآن أمام اتفاقين تمّا في إطار المفاوضات النووية؛ الاتفاق الأول حول البرنامج النووي الإيراني، والآخر حول بشار الأسد، وأن البنود المتعلقة برفع العقوبات البنكية عن إيران ما زالت قائمة بسبب بقاء الأسد في السلطة، وفي حال نفي الأسد من السلطة سيتم رفع العقوبات البنكية.
واعتبرت "وطن امروز" بأن أميركا خدعت إيران بسبب ربط الملف السوري بالاتفاق النووي الإيراني، وأنه في حال وافقت إيران على إزاحة الأسد لرفع العقوبات البنكية، فإن الأمر لن يقف عند هذا الحد، بل سيتم مطالبة إيران لاحقا بعدم دعم حزب الله في لبنان، وهذا هو الفخ الذي نصبته الولايات المتحدة الأمريكية لإيران في الاتفاق النووي. على حد تعبير الصحيفة.
وانتقدت "وطن امروز" التابعة لتيار المحافظين بشدة حضور جواد ظريف وزير خارجية إيران اجتماع لوزان حول سوريا، وأعلنت الصحيفة عن مخاوفها من تقديم تنازلات إيرانية أخرى كالتي قدمت في المفاوضات النووية في الملف السوري؛ لتحصل إيران على دعم أمريكا في رفع العقوبات البنكية.
وقالت الصحيفة: حسن روحاني ووزير خارجيته انتقدوا الولايات المتحدة مؤخرا بسبب عدم تذليل العقبات القانوية لرفع العقوبات المالية عن البنوك الإيرانية، ولكنهما يدركان أن هذه العقوبات لن يتم رفعها حتى تتنازل إيران في الملف السوري.
وتشير بعض التفاصيل حول جوهر الاتفاق النووي الإيراني التي سربتها صحف ومواقع إيرانية معارضة للاتفاق، ومنها صحيفة رسالت، بأن الحكومة الإيرانية اتفقت مع الإدارة الأمريكية حول التطبيع مع إسرائيل في المراحل القادمة من تطبيق الاتفاق النووي الإيراني.
ويتهم تيار المحافظين حكومة روحاني والإصلاحيين بالتواطؤا مع الولايات المتحدة الأميركية في الملف النووي، وأن الإصلاحيين فضلوا رفع العقوبات الاقتصادية مقابل تنازل إيران عن عداء الولايات المتحدة وحتى إسرائيل، بحسب صحيفة رسالت.
وشهدت شوارع طهران في الأسبوع الأول من تطبيق الاتفاق إزالة شعار "الموت لأميركا"، واستبدلت هذه الشعارات بـ"الموت لآل سعود".
ويتخوف قادة الحرس الثوري من تنازل الحكومة الإيرنية في الملف السوري في مفاوضات لوزان، رغم أن ملف سوريا بيد الجنرال قاسم سليماني، ولكن بسبب قرب الانتخابات الرئاسية الإيرانية يحاول روحاني أن يظهر نفسه بأنه غير مسؤول عن الاستنزاف الإيراني الذي يحصل بسوريا.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك