لا شكّ في أن عمليات التجميل تشكّل اختراعاً دهيّاً في نظر الكثير من الفنانات والفنانين عموماً والمغنّين والمغنيات خصوصاً. هي ليست بهذا الاختراع الذكيّ فحسب، بل تخطّت هذا التوصيف ليعتبرها بعضهم وخصوصاً بعضهنّ اختراعاً إلهياً والمخلّص الوحيد من "عيب" أو حتى "عيوب" في الوجه.
ولا شكّ أيضاً في أن عمليات تجميل الوجه هي الملجأ الوحيد و"الحضن الأدفى" الذي تركض إليه النجمات وتحتمي به من كل "الشوائب" في وجوههنّ والعيوب في ملامحنّ.
تبدو صورة عمليات التجميل ورديّة للغاية بالنسبة إلى النجمات المغنيات. لكن هل من أثر سلبيّ لها، وخصوصاً جراحة الأنف، على خامة الصوت أو الأداء نظراً إلى شيوع هذه الفكرة عند الكثير من الناس؟ وهل من الممكن أن تقلّل العمليات في الوجه من جمال صوت هذه المغنية أو تلك؟
أكّد أستاذ الغناء وخبير الأصوات الفنان خليل أبو عبيد، في حديث خاصّ لموقع mtv الإلكتروني، أنّ الخضوع لجراحة تجميلية لا يؤثّر سلباً على عضلات الصوت سوى في حال التعرّض أثناء العملية أو بعد انتهائها لنزيف أو ما شابه.
وتحدّث أبو عبيد بشكل خاصّ عن جراحة الأنف التي يخضع لها عدد من المغنين والمغنيات مؤكّداً أنها لا تؤدي إلى تبدّل في خامة الصوت أو في طريقة وصوله إلى آذان الناس ولا إلى نوعيّته، إلا إذ كان المغني يتمتّع بالأساس بصوت "أنفيّ" (أي الصوت الخارج من الأنف)، علماً أن احتمالية تغيّر الصوت في هذه الحال صغيرة جداً.
ويضيف أن مَن يغنّي بشكل صحيح مستخدماً صوت الصدر لن تؤثر جراحة الأنف سلباً على صوته، سوى إذا نتج عن العملية تشويه معيّن أو نزيف.
وأوضح أستاذ الغناء أبو عبيد مبعداً الشبهات عن جراحات التجميل ومستعيناً بمثال الراحل وديع الصافي، قائلاً: "مَن يسمع وديع الصافي في كل حقبة من حياته يلاحظ أن خامته كانت تختلف باختلاف الحقبة. صوت الصافي سنة 1975، على سبيل المثال، لم يكن مثله سنة 1980، لأنّ خامة الصوت تتبدّل وفقاً لعوامل عدّة ومنها النضوج الجسدي والنضوج الفكري. كل تفصيل ممكن أن يؤثر في طريقة الغناء. ويجب ألا نتفاجأ إذا تأثّر الصوت بعامل الزمن".
ويتابع أبو عبيد حديثه لموقعنا مؤكّداً أن الأوتار الصوتية هي عبارة عن عضلات كغيرها من عضلات الجسد وليس مستغرباً تغيّر الصوت أو تراجعه مع مرور الأعوام.
يبقى أن المغنيات اللواتي يلجأن إلى الإكثار من إجراء الجراحات التجميلية هنّ بمعظمهنّ يفتقدن إلى الموهبة الغنائية والخامة الصوتية الجميلة وحتى الأداء الغنائي السليم، فيعوّضن هكذا نفسياً عن نقصهنّ، ولو أنّ لهذه "القاعدة" أيضاً بعض الشواذ.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك