قضي الأمر... فعلها الرئيس سعد الحريري... وما هي إلا أيام معدودة ويتسلّم فيها العماد ميشال عون مفاتيح القصر... لينتقل إليه مجدداً...
هذا الجوّ يعبّر عنه التيار "الوطني الحر" وليس موجوداً عند سواه. فلدى الجميع خشية من استمرار العرقلة والتعطيل، إنطلاقاً من القرار الخارجي، يضاف إليه أن تأييد الحريري وحده ما زال غير كافٍ.
إشارة خارجية
إشارة خارجية
وقد رأت مصادر وزارية أن رئيس مجلس النواب نبيه بري لا يعبّر عن موقف معترض من أجل تحقيق مكاسب معينة، بل إنه يعبّر عن موقف استراتيجي إقليمي لا يأتي من كونه رئيس حركة "أمل" أو رئيس المجلس فقط بل إنطلاقاً من "تورّط" "حزب الله" في تبني العماد ميشال عون الذي سلّفه كما سلّف الشيعة ككل الكثير. لذا ما يحصل هو في الواقع توزيع أدوار بين حركة "أمل" و"حزب الله"، وإشاراته أتت من خارج الحدود اللبنانية من قبل الفريق الذي لا يريد في الوقت الحاضر رئيساً للبنان بالمطلق، وبالنسبة إليه "الطبخة لم تستوِ" لإنتخاب عون أو سواه.
واعتبرت المصادر أنه من أجل الخروج من هذه "الورطة" كان لا بد من خلق عقدة جديدة تتمثّل اليوم بموقف بري، الذي يدرك تصرّفاته ونتائجها، فهو لا يمكن أن يدخل في محاصصات من أجل التعطيل.
أين الإجماع؟
أين الإجماع؟
وفي سياقٍ متصل، رأت المصادر أن عون لا يتمتّع بالإجماع وإن كان قد حصل على تأييد الرئيس سعد الحريري و"القوات اللبنانية" و"ربما" "حزب الله"، قائلة: في أحسن الأحوال 60 بالمئة من المسيحيين يؤيدونه، ونصف السنة لأن هناك نصف آخر يمثّله الرئيس نجيب ميقاتي والوزير أشرف ريفي وأطراف سنية أخرى، وصولاً الى الإعتراض ضمن البيت "المستقبلي". كما أن "حزب الله" يمثّل فقط نصف الشيعة والنصف الآخر يعبّر عنه الرئيس بري.
ولذلك اعتبرت المصادر أنه في حال تأمّن نصاب الجلسة المقرّرة في 31 الجاري فإن أكثرية الأصوات لن تصبّ لمصلحة عون، كاشفة في هذا الإطار عن أن 11 نائباً من كتلة "المستقبل" لن يصوّتوا لعون.
واستطراداً، قلّلت المصادر من أهمية المظاهرة التي نظّمها التيار "الوطني الحر"، ووصفتها بالضعيفة التي لا تعكس أي أهمية بالنسبة الى الحركة الرئاسية، قائلة: من حيث الشكل: العدد لم يتجاوز الـ 15 الاف رغم الحشد على مدى أكثر من شهر واختيار يوم الأحد، يضاف الى ذلك غياب عون عن مظاهرة هدفها ايصاله الى قصر بعبدا، يحث ألقى خطاب مهادنة من الرابية.
الأسباب ذاتها
واعتبرت المصادر ان قرار التعطيل، ليس داخلياً والحل ليس بجيب الحريري، بل سبب استمرار الفراغ منذ نحو سنتين ونصف السنة ما زال قائماً دون أي تغيير.
وأشارت الى أن "حزب الله" ليس متمسكاً بعون، قائلة: لو كان الأمر خلاف ذلك، لما كان "الحزب" "سمح" لبري بتأييد ترشيح النائب سليمان فرنجية، ولما كان سمح باستمرار ترشيح آخر.
رئيس مكلّف
رئيس مكلّف
ورداً على سؤال، قالت المصادر: في حال سارت الأمور كما يتوقّع التيار "الوطني الحر"، فإن أقصى ما سيحققه الحريري هو لقب "الرئيس المكلّف" بلا سلطة ولا دور ولن يسمح له بتشكيل أية حكومة، وعندها سننتقل من الفراغ الرئاسي الى الفراغ الحكومي.
لا خلاف ولا قطيعة
لا خلاف ولا قطيعة
وبالعودة الى الأجواء التفاؤلية "العونية"، فقد كشفت أوساط في "التيار" عن لقاء سيحصل بين عون وبري فور عودة الأخير من أجل التفاهم على أمور أساسية وجوهرية، قائلة: بري هو رئيس حركة سياسية شيعية لها دورها على صعيد الوطن وبالتالي الإتصال به أمر طبيعي.
وأكدت الأوساط أن العلاقة استراتيجية بين "التيار" والتحالف الشيعي - الشيعي، مضيفة: إذا كانت السنوات الأخيرة قد أظهرت بعض التباينات إلا أنها لم تكن عميقة توصل الى مرحلة القطيعة والخلاف.
تفاهم عام
تفاهم عام
ورداً على سؤال، أوضحت الأوساط أن ما حصل بين "المستقبل" و"التيار" هو تفاهم عام، نافياً أن يكون هناك اتفاق على الحقائب والأسماء والمناصب، قائلة: لا يمكن إجراء أي اتفاقات قبل إتمام العملية الإنتخابية، فهناك آليات دستورية يجب الإلتزام بها.
انتصار للشراكة
انتصار للشراكة
وفي هذا السياق، رأت أن تتويج الحركة الحاصلة بإنتخاب عون بعد 12 يوماً، يشكل انتصاراً للشراكة الوطنية الفعلية وليس انتقاصاً من حق أي طرف، مذكّرة بحقبة طويلة من تاريخ لبنان الحديث كان خلالها المسيحيون خارج اللعبة السياسية.
واعتبرت أنه من الآن فصاعداً طاولة مجلس الوزراء ستكون برئاسة رئيس جمهورية يلعب دور الحَكَم وفوق كل الصراعات، آسفة الى أن كل رؤساء الجمهورية السابقين لم يكن الى جانبهم نائب واحد يساندهم.
وخلصت الى القول: الإلتزام بالميثاقية والشراكة المسيحية يؤدي الى إتفاق المكوّنات التي يتألف منها لبنان وهذا الأمر أساسي لانتظام العمل السياسي والشأن العام بشكل فاعل.
عن وكالة "أخبار اليوم"
عن وكالة "أخبار اليوم"
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك