تُطرح علامات استفهام كثيرة حول الدور الذي تقوم به الأمم المتحدة في مواجهة الإرهاب، إذ أنّ المنظّمة التي لا ينفكّ أمينها العام بان كي مون يعرب عن قلقه تبدو عاجزة عن تأدية الدور المطلوب منها على هذا الصعيد، لأكثر من سبب. واقتصر دور المنظّمة الأمميّة على محاولات واستراتيجيّات لم تعطِ مفعولها، بدليل تمدّد الإرهاب وتعاظم قوّته، عاماً بعد عام، وازدياد عدد ضحاياه.
اعتمدت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة الاستراتيجيّة العالميّة لمكافحة الإرهاب في 8 أيلول 2006، أي من عشر سنوات. وتشكل الاستراتيجيّة التي جاءت في شكل قرار وخطة عمل مرفقة به أداة عالمية فريدة تعزز الجهود المبذولة على الصعد الوطنية والإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب.
وكانت هذه المرة الأولى التي اتفقت فيها جميع الدول الأعضاء على نهج استراتيجي مشترك لمكافحة الإرهاب، "لا لبعث رسالة واضحة بأن الإرهاب غير مقبول بجميع أشكاله ومظاهره فحسب، بل والتصميم على اتخاذ خطوات عملية فرديا وجماعيا لمنع هذه الظاهرة ومكافحتها".
إلا أنّ هذا التصميم لم يترجم بخطوات عمليّة ذات تأثير كبير. ويجدر هنا التوقّف عند خطوة إنشاء "مركز للربط الشبكي إلكتروني، وللاتصالات والمعلومات لضحايا الإرهاب". وقد استحدثت بوابة الدعم الإلكترونية استنادا إلى هذا القرار. فما هي أهداف هذه البوّابة؟
1. أن تكون بمثابة مركز للمعلومات المتعلقة بالمسائل المتصلة بضحايا الإرهاب، حيث تعرض هذه المعلومات المقدمة من الحكومات والمنظمات الدولية والإقليمية والمجتمع المدني، ومن ضحايا الإرهاب، في شكل ميسَّر للاستعمال ومتاح للجمهور ليطلع عليه، وليستفيد منه الضحايا، والأطراف الفاعلة في المجتمعات المحلية وواضعي السياسات على الصعيد الوطني؛
2. الإعراب عن التضامن الدولي مع ضحايا الإرهاب، وزيادة الوعي بالجهود المبذولة على الصعيدين الوطني والدولي من أجل دعم الضحايا، ومن أجل إبراز أهمية إدراج الضحايا في مختلف مجالات الأعمال المتعلقة بمناهضة الإرهاب؛
3. الإسهام في إعادة تأهيل ضحايا الإرهاب بتبادل المعلومات عن الموارد ذات الصلة مع الضحايا وأسرهم.
من المؤكّد أن الأمم المتحدة تقوم بدورٍ في دعم ضحايا الإرهاب، وخصوصاً اللاجئين، وقد ارتفعت وتيرة هذا الدعم بعد الحرب السوريّة. إلا أنّ السؤال يبقى: ماذا ينفع دعم الضحايا ما دام الإرهاب موجوداً و... يتمدّد؟!
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك