ليس الفنّ فقط استعراض "عضلات الصوت" (إن وُجدت) فحسب، بل هو مزيج من شخصية وثقافة وحضور ورقي. فكم منّا يُصدم عند سماعه مقابلة لأحد الفنانين أو الفنانات، فتتغيّر نظرته للنجم سلباً و، في مرّات قليلة، إيجاباً.
ومن لا ينتمي الى نادي المعجبين للفنانة كارول سماحة، لن يدرك أنّها تحمل في شخصيتها إنسانة مميزة جداً، تدرس كلماتها باتزان، وتحاور بطريقة ذكية لا تترك خلف أفكارها تأويلات تكون "طعاماً دسماً" للصحافة وأقلامها.
وفي إحدى المرّات قالت لي إحدى صديقاتي المقرّبات من سماحة، إنّ الأخيرة تتحلّى بـ "كاراكتير" مميز، وشخصية عفوية بعيدة كل البعد عن التصنّع والكبرياء و"شوفة الحال". ولعلّني لم أصدّقها تماماً الى أن أطلّت سماحة أخيراً في برنامج "هيدا حكي"، فلم يكن بوسعي إلّا أن أحمل هاتفي وأقول لصديقتي "معك حقّ، كارول بتجنّن".
في حديث سماحة ثقافة سياسية لافتة، وقليل ما نرى في مجتمعنا أناساً يقرأون في السياسة الدولية ويحلّلون بمنطق وليس بعاطفة أو ميل سياسي معيّن. ففي انتقائها للكلمات، ذكاء يعكس شفافيتها وصدقها في الرأي، الحبّ، الفنّ، الزواج والأمومة.
ولعلّ ما فاجأ الكثيرون، أنّ سماحة تتقبّل النقد والإنتقاد بقلب كبير... فهي لم تردّ على الإساءات بل ابتسمت وضحكت من قلبها مرّات عدّة، لتؤكّد أنّها على طبيعتها، أمام عادل كرم وأمام الكاميرا.
ولم تخشَ سماحة أن تتحدّى كرم في كرة القدم، كما لم تخشَ ردة فعل الجمهور عندما طارت "سكربينتها" أو عندما أعلنت أنّها غيّرت أسنانها بسبب "الرصاصات السوداء" وأنّها تخضع بين الحين والآخر الى حقن "البوتوكس"، ولم تتأخّر على تلقينه كيفية تحفيض الأولاد، بل على العكس، كانت طبيعية الى أقصى الحدود، الأمر الذي أكّد أن نجاح هذه الإمرأة ينبع من الإنسان المميز في داخلها.
وإلى من يتساءل لماذا استطاعت أن تدخل الى قلوب الملايين في العالم العربي من دون استئذان، فليشاهد حلقة "هيدا حكي"... والى من تريد أن تكون نجمة، فلتتمثّل بسماحة فـ "هيدي كارول... وهيدي نجمة".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك