ساعات قليلة وينتهي العدّ العكسي ليبدأ العهد البرتقالي، فيوم الإثنين المقبل - وإذا سارت الأمور كما هو مرسوم لها - فإن يوم العماد ميشال عون سيبدأ في الرابية لينتقل الى ساحة النجمة ومنها الى بعبدا متوجاً رئيساً للجمهورية ومنهياً "عهد الفراغ".
وفي موازاة ذلك ايضاً، يستعدّ الرئيس سعد الحريري للعودة الى السراي الحكومي الذي خرج منها في مطلع العام 2011، متوجاً بدوره مسيرة من المفاوضات أدّت الى إنجاز الإستحقاق بعد عقد 45 جلسة فاشلة.
الكتائب والإشتراكي
في الشكل، عون في بعبدا الحريري في السراي "منتصران"، أما في الواقع فالرابح الأكبر هو الدكتور سمير جعجع الذي كرّس نفسه صانع الرئيس الذي صنع في لبنان، فهو الذي دفع الحريري الى تأييد عون واستطاع بذلك إحراج "حزب الله" من أجل الايفاء "بنذره" لعون وعدم تأجيل الجلسة المقرّرة غداً. على حدّ وصف مصادر نيابية متابعة.
وفي موازاة ذلك توقعت المصادر أن يفوز عون من الدورة الأولى، إذ أن الحزب" التقدمي الإشتراكي" لن يستطيع مواجهة التحالف المسيحي في الجبل ولا إرتفاع عدد السنّة في إقليم الخروب، وبالتالي سيدخل بدوره في دعم حلف عون - جعجع من جهة وعون - الحريري من جهة ثانية.
بالإضافة الى الدعم
وفي سياقٍ متصل، توقفت المصادر عند زيارة وزير الدولة لشؤون الخليج في المملكة السعودية تامر السبهان الى بيروت، قائلة: إنها بالإضافة الى دعم الحريري فإنها تعني فتح أبواب لبنان أمام المواطن والمستثمر الخليجي من أجل إحياء الدورة الاقتصادية والسياحية وخاصة العمرانية.
أول 100 يوم
وانطلاقاً مما حصل في الأيام أو الأسابيع الأخيرة وأدى الى توافق لبناني - لبناني، أكد انهم حين يتفقون لا أحد يستطيع أن "يشتغل" فيهم وهذه نقطة ايجابية للعهد الجديد. حيث الأهمية الأكبر تبقى للأيام المئة الأولى منه فإما أن يعطي صورة ايجابية... أو سلبية. وهنا يأتي العنوان الأساسي "تأليف الحكومة".
ورأت المصادر أن من مصلحة عون تأليف الحكومة في أسرع وقت ممكن فإذا اصطدمت التركيبة السياسية بالتعقيدات والمطالب التعجيزية في الحصص والحقائب الخدماتية والسيادية وصولاً الى الثلث المعطّل... فلا بدّ من اللجوء الى حكومة تكنوقراط من المستقلين تماماً تقوم بالتحضير للإنتخابات النيابية وإنجازها وفي ضوء ذلك لكل حادث حديث.
وأضافت: إذا كان عون مستعداً للتسهيل، فإن هناك جهات أخرى قد تسعى الى تعقيد مهمة الحريري من أجل إجراء الإنتخابات في ظل حكومة الرئيس تمام سلام التي ستتحوّل بدءاً من الثلاثاء المقبل الى حكومة تصريف الأعمال، علماً أن التعقيدات التي كانت تخلق في السابق لخدمة فريق معيّن فإنها اليوم تحوّلت ضدهم.
الحصص
أما بالنسبة الى الحصص الوزارية، فاعتبرت المصادر أنها ستكون على أساس التوزيع الطائفي لكل طرف وليس على أساس 8 و14 آذار التي سقطت، فالرئيس نبيه بري كان قد نعى هذين الإصطفافين منذ زمن، واليوم ترسّخ أكثر هذا الواقع.
تحديث القوانين
على صعيد آخر، دعت المصادر الى ضرورة الإستفادة من مرحلة الفراغ من أجل أخذ العبر والإنطلاق بورشة تحديث القوانين التي ظهر خلال الممارسة أن فيها الكثير من الشوائب، ولعل الأبرز: وضع مهلة واضحة لتأليف الحكومة، لا يحق للنائب التغيّب عن ثلاث جلسات متتالية لإنتخابات الرئيس، أمور لا يجوز البتّ بها بغياب الرئيس... وغيرها من النصوص التي تحول الوقوع في الفراغ أكان في رئاسة الجمهورية أو السلطة التنفيذية...
وكالة "أخبار اليوم"
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك