تخطى لبنان مسألة إنتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية. وبدأ البحث في المراحل اللاحقة بدءاً من الحكومة وشكلها وصولاً الى لعبة الأسعار، وبالتالي الإنتخابات النيابية وقانونها والأهم او ربما الأصعب هو تحالفاتها.
وقد علمت وكالة "أخبار اليوم" أن العماد عون تلقى نصائح بأن يكون يوم الإثنين المقبل سريعاً، لجهة الإنتقال الفوري الى القصر الجمهوري دون البقاء دقيقة واحدة خارجه، الأمر الذي يحمل إشارات الى الخشية من حدث ما، حيث التخوّف كبير من مرحلة ما بعد الرئيس.
كلام جنبلاط
وقد توقّفت مصادر في 14 آذار عند كلام النائب وليد جنبلاط بالأمس في تأبين المقدّم شريف فياض الذي قال فيه: "من حسنات القدر أنك رحلت في هذه اللحظة كي لا تشهد المزيد من الإنحدار السياسي والأخلاقي، وقبل أن تشهد لبنان الجديد الذي لن ولم نتعوّد عليه".
وكلام جنبلاط هذا يعني ان المرحلة المقبلة لا تحمل الكثير من الخير، علماً أنه في تغريداته الأخيرة يتحدّث دائماً عن غيوم قادمة.
إرباك المنطقة
وبالتالي، أكدت المصادر أن صورة لبنان ما زالت ضبابية، في ظل الإرباك الحاصل في المنطقة والعالم، فإن اللحظة التي يأتي فيها رئيس الجمهورية - بغض النظر عن شخصه وكيفية وصوله - تتلخّص بالآتي:
* "حزب الله" - وهو شريك أساسي في السلطة - ما زال غارقاً في الوحول السورية حيث أفق الأزمة ما زال غير واضح.
* الحوار بين واشنطن وموسكو وصل الى طريق مسدود. وتمّ إفشاله، وقد يؤدي الى تغييرات كبيرة جداً في الداخل السوري. ويواكب ذلك تصعيد معركة حلب وإعادة إدراجها على بساط البحث.
* التصعيد السعودي تجاه "حزب الله"، وقد عبّر عنه الكلام الذي أدلى به موفد المملكة الوزير ثامر السبهان الذي أعلن أن جولته في بيروت ستستثني الأحزاب والفصائل المدرجة على لوائح الإرهاب في إشارة واضحة الى "حزب الله".
* ويضاف الى كل ذلك الإنتخابات الأميركية التي تشغل العالم وكل الدول تنتظر نتائج هذا الإستحقاق.
التحالفات
هذا على المستوى الإقليمي، أما على المستوى الداخلي فالتخوّف بحسب المصادر - يأتي من تبدّل التحالفات، وهنا، تطرح اسئلة كثيرة في الكواليس السياسية أبرزها يتناول الإتجاه نحو نسج أحلاف تشبه الحلف الرباعي الذي قام في العام 2005 مع تبدّل الصورة لجهة خوض الإنتخابات النيابية المرتقبة في مناطق الثقل الشيعي، إذ أين سيصبّ الصوت الشيعي، وهل سيتصرّف "حزب الله" كما تصرّف في الإنتخابات البلدية في زحلة على سبيل المثال. وماذا عن الصوت الشيعي المشترك بين حركة "أمل" و"حزب الله" كـ جزين وبعبدا؟.
حتى اليوم أسئلة عدّة تُطرح بقوة لكن لا أجوبة واضحة ولا إشارات مطمئنة.
أهداف نسف الحوار
على صعيد آخر، رأت مصادر معارضة، أن زيارة السبهان لا تعني الكثير، ولم تتضح أهدافها بعد، إنما تريد المملكة ان تؤكد وجودها في لبنان بعد الإلتباس الذي ساد المرحلة السابقة، وها هي اليوم اصبحت مؤيدة.
واعتبرت أن التفاهمات التي حصلت في الأسابيع الأخيرة، ما كانت ممكنة لو لم يكن هناك مباركة دولية - إقليمية وتحديداً من قبل الولايات المتحدة والسعودية.
وأشارت الى أن هذا ما يفسّر الإنقلاب الجذري الذي قام به الحريري على مواقفه السابقة.
وأشارت المصادر اننا اليوم نفهم السبب الحقيقي من وراء تعطيل الحوار بهدف نسف البنود التي كانت موجودة على جدول أعماله.
وختمت: لم يكن هناك أي مشكلة حول الأسماء المرشحة لرئاسة الجمهورية بل نسج تفاهمات تؤدي الى النهوض بالوطن وتحول دون استمرار الأزمة حتى ولو انتخب الرئيس.
عن وكالة "أخبار اليوم"
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك