إذا قسّمنا اللبنانيين اليوم بين من هم مهللين بانتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية، وبين الذين لا يخفون امتعاضهم إزاء وصول رئيس التيار الى سدة الرئاسة الاولى، سنجد حتما في القائمة الأولى ازدحاما على عكس الثانية.
ففيما دعمت غالبية القوى السياسية ترشيح عون للرئاسة، حافظ قلائل على موقعهم في الضفة الثانية، رافضين، ومنددين بما سيحمله الرئيس العتيد للبنان. وفي القائمة الثانية أيضا، هناك سيّدة، تقف مدهوشة امام هذا الواقع، تنظر إلى الشاشة، ولا تصدّق ما تراه، هي التي قالت الكثير، وتوقّعت سيناريوهات كثيرة، باستثناء ما حصل فعلا على ارض الواقع في 31 تشرين الأول.
هي التي، يُشهد لها بالصمود، إذ بقيت حتى اللحظة الأخيرة مصرّة على أن العماد ميشال عون لن يُنتخب رئيسا للجمهورية، قد تكون اكثر من تضرّر من وصول الجنرال إلى حيثما لم ترشدها إليه رؤياها. إنها سيدة التوقعات الاولى، كما يحلو للبعض تسميتها، ليلى عبد اللطيف، التي بقيت حتى الساعات الاخيرة مصرّة على أن عون لن يكون رئيسا!
التاريخ إن حكى، سيحكي حتما الكثير الكثير، فهل ترحمه التوقعات غير المصيبة، حتى يرحمها بدوره من "أوصاف كثيرة"؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك