إستهل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي اليوم الثاني من زيارته الراعوية الى أبرشية زحلة المارونية، بلقاء الهيئات واللجان والمجالس الراعوية في المطرانية. بعدها زار كنيسة مار شربل ومزار السيدة العذراء، حيث استقبله رئيس جمهور دير مار انطونيوس للرهبنة اللبنانية المارونية، ثم توجه برفقة المطران جوزف معوض الى رعية مار انطونيوس الكبير في الكرك، حيث بارك تمثال القديس انطونيوس البدواني الجديد في ساحة الكنيسة.
وبعد رفع الصلاة داخل الكنيسة، رحب الخوري ايلي بشعلاني بصاحب الغبطة والوفد المرافق، معتبرا أن هذه الزيارة هي "تاريخية للبلدة، وهي تعزز فيها الرجاء للمضي بمسيرة الشراكة والمحبة".
بدوره، شكر الراعي للرعية حفاوة الاستقبال، مانحا إياهم بركته الرسولية، بعدها توجه الى المعلقة في زحلة، وقد نظم له استقبال شعبي ورسمي حاشد، تقدمته الحركات الكشفية والرسولية، وكان في استقباله أمين سر الرهبنة المارونية الأب ميشال ابو طقة ممثلا الرئيس العام للرهبنة وآباء وكهنة وراهبات ورؤساء وممثلي هيئات سياسية وحزبية وعسكرية وتربوية واجتماعية واختيارية وبلدية.
بداية، ألقى خادم رعية مار جرجس الأب انطوان بدر كلمة ترحيبية اعتبر فيها هذا اليوم يوم تارخي، فالمعلقة التي استقبلت منذ مئتي عام ونيف ابنة حملايا القديسة رفقا، تستقبل اليوم ابن حملايا رأس الكنيسة المارونية صاحب الغبطة البطريرك الراعي، يحمل بركاته الأبوية لابناء المعلقة بكل كنائسها".
وتابع بدر: "بلدتنا بحق مدينة الشراكة المسكونية نلتقي فيها عائلة واحدة موارنة وارثوذكس وملكيين كاثوليك انسجاما مع شعار غبطتكم "شركة ومحبة".
وأشار الى الدور التاريخي والتجاري والحكومي البارز التي لعبته المعلقة على مر السنين، لافتا الى أن "أولى سرايا الجيش اللبناني تنظمت في هذه البلدة".
وختم بدر: "نقف اليوم لنستقبلكم وأنتم ما زلتم صوت الضمير والحق الصارخ في وجه الظلم والظالمين، حاملين قضايا الناس ومعاناتهم انسجاما مع رسالة البطريركية المارونية على امتداد الاجيال".
بدوره، وجه الراعي تحية لشعب المعلقة، لافتا الى أن "هذه الصفحة التاريخية أعادتنا الى الجذور لنكون حاضرنا ونستشرف مستقبلنا"، محييا "الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن زحلة وعن لبنان".
وقال: "نعيش اليوم أزمة هوية، ولكننا لم نسمح بأن تستمر هذه الأزمة وعمرنا على الساحل اللبناني ألفي سنة، تكونت هناك أولى الجماعات المسيحية لنكون شاهدا للانجيل والقيم، نحن متجذرون في هذه الارض، وشهداؤنا دفعوا ثمنا غاليا للحفاظ على لبنان، فعلينا أن نكون على مستوى هذا الدم الغالي، وأن نعيش هويتنا اللبنانية العريقة".
وختم الراعي: "نتكل عليكم للمحافظة على الروح الوطنية والكنسية وجعل شبيبتنا تحب لبنان أكثر وتلتزم به أكثر".
وفي الختام، قدمت الهدايا التذكارية للراعي الذي زار كنيسة مار انطونيوس للروم الارثوذكس وكنيسة سيدة المعونات وكنيسة مار جرجس، في حضور فعاليات البلدة والمؤمنين الذين منحهم بركته الرسولية، والذين قدموا باسم رعاياهم الهدايا التذكارية.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك