أقام "حزب الله" في قضاء جبيل، مسيرة العاشر من محرم، بمشاركة النائب عباس الهاشم، مسؤول الحزب في جبل لبنان والشمال الشيخ حسين زعيتر وجبيل وكسروان الشيخ علي برو، مسؤول العمل البلدي في الحزب حسن المقداد، وعدد من المشايخ ورؤساء البلديات والمخاتير ومشاركين.
بداية كلمة عريف الاحتفال الشيخ خضر برو، ومن ثم ألقى زعيتر كلمة شدد فيها على "اننا نعيش اليوم عاشوراء وكربلاء بكل معانيهما، ونقولها لكل العرب والمسلمين انه من يحيد عن خط الحسين، ليس أمامه إلا الذل والعار، فالحسين شرف الأمة ورسول الله، وهذه دماؤه من أجل إنقاذ هذه الأمة، التي تخاذلت وتراجعت عن نصرته، فبقي الحسين وحيدا غريبا، فأين كانت تلك الأمة، لقد انهزمت أمام مصالحها وخوفها وانكسارها، وتضعضعها من الداخل، واليوم صرختنا دائما ان الحسين يقول أنصروني، فنقول: "لبيك يا حسين".
وتابع: "ان المقاومة هي امتداد لكربلاء وعاشوراء، وانطلقت منذ انطلاقتها الاولى، حاملة راية الحسين، ورفعت شعارات الحسين، ولم تكن تملك لا صاروخا، ولا سلاحا استراتيجيا، لقد كان المجاهدون بصدورهم يواجهون العدو الصهيوني وتنامت هذه المقاومة، وترعرعت في مدرسة الحسين، في هذه الايام في عاشوراء، فتخرج شهداؤنا من عاشوراء، وكل ما يتصل بالمقاومة هو من بركة الحسين، وهذه الدماء، واستطاعت هذه المقاومة ان تحطم أسطورة الجيش الذي لا يقر في هذه المنطقة، واستطاعت هذه المقاومة ان تفرض استراتجياتها ومعادلاتها، وشروطها في هذا الصراع، فوضعت لهذا العدو حدودا من التمادي والعدوان والجرأة في غزو أرضنا".
وقال: "اليوم، وأمام كل العالم، نؤكد ان هذه المقاومة، بروحها وإرادتها وعزيمتها، وتجربتها وثباتها وصمودها وآلامها وتضحياتها، صبرت كما صبر الحسين، صبرت على الداخل والخارج، صبرت على أذى القريب والبعيد، ورفعت شعارها، كما قال علي عليه السلام، والله لو فعلها بنو الأصغر، لوضعت يدي بيد معاوية، نحن أمام عدو لن يوفر أحدا في هذه المنطقة، واليوم الوجه الآخر لهذا العدو الصهيوني هم هؤلاء العصابات التكفيرية، هذا الفكر الوهابي، هذا الفكر التكفيري الذي يقرأ في سيرة الحسين وكربلاء، واذا أراد شواهد حية على حجم المأساة فلينظر الى جرائم داعش والنصرة، في كل العالم، وليس فقط في سوريا او العراق او في الأماكن التي يتحركون فيها، والتي يريدون ان يصنعوا من خلافاتهم مكانا لها، لكنهم خسروا أمام أقدام المقاومين والمجاهدين، في العراق وسوريا ولبنان، هذه المقاومة التي استطاعت ان تسقط هيبة الجيش الصهيوني باسم الحسين، اليوم هذه المقاومة أقول لكم ايضا هذه المقاومة مع حلفائها في الداخل والخارج، في السياسة والعسكر وفي الميدان، حلفاء دوليين ومحليين واقليميين، نعم هذا المحور محور المقاومة ومحور الممانعة، هو محور الحسين في مقاومته وصموده وتضحياته ايضا هذا المحور استطاع ان يسقط المشروع التكفيري والارهابي الذي تدعمه وتموله الولايات المتحدة الاميركية والكيان الصهيوني ومحور الشر في شبه الجزيرة العربية، هذه المملكة المتهاوية التي تلملم مشاكلها في الداخل من خلال تصدير مشاكل الى الخارج، لتفتيت مجتمعاتها وإسقاط دولنا في هذه المنطقة".
وتابع:" رسالتنا في الداخل اللبناني، رسالة المقاومة من خلال كلمات الحسين، ومن خلال فهمنا لمشروع الحسين وأهداف الحسين".
وقال: "ايها اللبنانيون، ايتها القوى السياسية، ايتها القوى الحزبية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والتربوية، نخاطبكم جميعا في الدولة والحكومة وخارج الدولة، انتهزوا فرصة ولا تراهنوا على اميركا واصدقائها في هذه المنطقة، اليوم اميركا أمام سقوط داعش تهيء لنا مشروعا جديدا، وتفتح لنا ملفات لإسقاطنا من الداخل. واليوم فتحوا لنا ملف كردستان، وهذا الملف وهذا الكيان المزمع هو كيان صهيوني بامتياز، هو كيان اسرائيلي بامتياز على حدود تركيا والعراق وسوريا، لن نسمح بقيام هذا الكيان، وسنتعامل معه كما تعاملنا مع داعش والنصرة، لان داعش والنصرة هما جزء من المشروع الاميركي التكفيري".
وأردف: "نخاطب أهلنا في الداخل، نخاطب الأصدقاء والأحباء، نخاطب هذا الشعب العزيز، ان هناك بعض القوى تراهن على الخارج، فنقول لكم من هذا المقام، وبكل مسؤولية، ان أي لعب بالاستقرار والأمن الداخلي اللبناني، على حساب مصلحة لبنان العليا، ولحسابات خارجية، هو لعب بالنار ستحرقون به أصابعكم وستدفعون الثمن قبل اي فريق سياسي آخر، وقبل اي محور آخر، فلتستفيدوا من العبر، واستفيدوا من الفرص، المشروع الاميركي في المنطقة يتراجع ومشروع المقاومة والممانعة يتقدم، استفيدوا، هي دعوة صادقة لمراجعة عقلانية، ولمراجعة وجدانية واخلاقية تراعي مصلحة هذا الوطن ومصلحة الشعب، وانظروا عندما اتحد الشعب والجيش والمقاومة في جرود القاع عرسال الراس، ماذا صنع اللبنانيون، صنعوا التحرير الكامل. وانظروا الى هذه الإنجازات السياسية التي حصلت في الداخل، فلولا الأمن والاستقرار الذي صنعه الجيش والشعب والمقاومة، لم يكن هناك حكومة او موقع رسمي على مستوى هذه الدولة، وكنا ما زلنا نخوض في خلافاتنا، وسجالاتنا الداخلية فتعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم، ولا نرهن قراراتنا للخارج، وتعالوا الى طاولة للتفاهم، وللنقاش الجدي والحقيقي الذي يحفظ لبنان ويصونه ويبقي لبنان شوكة في أعين الأعداء".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك