يحدث أحياناً أن تكتشف الأم تاريخ زيارة مواقع جنسية على أحد الأجهزة الإلكترونية في المنزل، وبينما يكون الأب هو المشتبه الأول، يتبيّن أن أحد الأطفال استجاب إلى فضوله وزار هذا العالم السري. إذا وجدت نفسك في هذا الموقف ماذا تفعل؟ هل تعاقب الطفل بحرمانه من هذه الأجهزة أو قطع الإنترنت؟ أو هل تفتح حواراً صريحاً وإلى أي مدى تقدم معلومات؟
أسئلة كثيرة تطرح نفسها في هذا الموقف، الذي سيحصل لا محالة، بحسب تقرير نشرته مجلة Mujer Hoy الإسبانية. وفقاً لإحصائية أجرتها إحدى منظمات الأمن على شبكة الإنترنت، على الرغم من أن هذه المواقع تتطلب تأكيداً على أن عمر الزائر ليس أقل من 18 عاماً، إلا أن حوالى 10% من مشاهدي المواد الجنسية على الشبكة العنكبوتية تقل أعمارهم عن 10 سنوات.
كما تثبت نتائج الإحصائية أن 53.5% من المراهقين في إسبانيا بين 14 عاماً و17 عاماً اعتادوا على مطالعة المواد الجنسية على الإنترنت، بينما يتلقى 4.1% من الفتيان والفتيات بين 11 و12 عاماً محتويات جنسية على هواتفهم الذكية.
رغم أن المحتوى ما زال كما هو، لكن ما تغير هو طريقة الوصول إليه… فما العمل؟ نميل غالباً إلى رؤية الأطفال كائنات ملائكية، لكن الحقيقة أن الجنس يوقظ فضولاً يكاد يكون غريزياً، هذا الفضول يُقابل بإجابات غير كافية اعتاد عليها الكبار.
في بعض الأحيان يتجرأ الأطفال على طرح الأسئلة، ولكن إذا رفض الكبار الحديث عن الجنس وشعر الصغار أنهم غير مُراقبين، فإنهم يفعلون ما نقوم به جميعنا عندما تراودنا الشكوك: القيام بالبحث في الشبكة المعلوماتية.
وفقاً لشركة Kaspersky Lab لبرامج تأمين الحاسوب، فإن 39.9% من مُدخلات البحث عن طريق الأطفال تتعلق بمحتويات جنسية. أول شيء يجب على الأهل القيام به هو وضع كلمات مرور لهواتفهم المحمولة لمنع أولادهم من التصفح العشوائي.
تقول سيلفيا ألابا، مختصة الصحة النفسية للأطفال: "لا أحد يترك أطفاله في عمر 6 أو 8 أعوام بمفردهم في الشارع، وبنفس الطريقة لا يجب أن يكونوا بعيداً عن أعين الوالدين بينما يقومون باستكشاف العالم من خلال الأجهزة الإلكترونية".
في هذه الحالة، لا تتركوا سؤالاً واحداً من دون إجابة؛ ما لم تجيبوا عنه سيبحثون عن إجابته على الإنترنت. التعليم العاطفي الجنسي سوف يفيدهم لاحقاً، سوف يشعرون بحالة جيدة وبالقدرة على القبول والتواصل مع الآخرين، خصوصا عندما تبدأ مرحلة المراهقة.
ينبغي أن يتحدث الآباء عن الأمر قبل دخول أبنائهم إلى عالم المراهقة الذي يتحول فيه الأب والأم بطبيعة الحال إلى نوع من الأعداء أو الشخصيات المزعجة، حينها لن يتقبل أبناؤكم معظم ما تسدونه إليهم من نصائح.
إذا كان الحديث حول الجنس يصيبكم بالتوتر، حاولوا القيام بالأمر أثناء ممارسة أحد الأنشطة لتخفيف التوتر أثناء المناقشة، ومن المهم تسمية الأشياء بمسمياتها والابتعاد عن الألفاظ النابية.
لا تتحدثوا عن الأمر بصورة سريعة، من المهم إعطاء الوقت الكافي للحديث، ولكن من دون الخوض بصورة تخدش حياء وبراءة الأطفال، من هنا يكمن الحلّ الأفضل، بكلّ بساطة، إذا اكتشفت زيارة طفلك للمواقع الجنسية في ان "تأخذ نفساً عميقاً وتتحدّث عن الجنس".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك