لماذا يصرّ الفريق الشيعي على عدم تأجيل الانتخابات النيابية ولو ليوم واحد، اذ بالامس قالها رئيس مجلس النواب نبيه بري، «الا الطبيعة اذا غضبت تتأجل الانتخابات» اي قوة قاهرة خارقة، وقبله في الليلة التاسعة من عاشوراء رددها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ان الانتخابات ستجري ولن تؤجل يوماً واحداً، نفس التعبير من الفريق الشيعي وحلفائه من السُنة والمسيحيين وعلى رأسهم التيار الوطني الحر وتيار المردة، وشخصيات اخرى.
الاجابة وفق مصادر حزب الله وحركة امل، تكشف ان هناك من فاتح بعض المرجعيات بالتأجيل لفترة وجيزة بينما يصار الى معرفة توجهات المرحلة الاقليمية وتحديداً بما يتعلق بسوريا والتسوية التي ستجري، وحينها يُعاد التوافق على الانتخابات وعلى القانون، كون هذا القانون ظالماً للجميع.
كما ان معطيات الفريق الشيعي مع حلفائه ان الدراسات التي اجراها الفريق الآخر وتحديداً تيار المستقبل اشارت له انه لن يتمكن من تحقيق الاكثرية النيابية لا في المقاعد السنية وخصوصاً في المناطق والاطراف، كما لن يكون شريكاً للقوات اللبنانية «حليفته» ولا للتيار الوطني الحر.
وبرأي الفريق الشيعي وفق مقتضى معلوماته ان هذ الانتخابات ليست انتخابات عادية، بل استثنائية كون فريق ما يُسمى بـ 14 اذار، ينظر الى المجلس النيابي المقبل على انه سينتخب رئيساً للجمهورية اللبنانية، وبالتالي وفق تلك الدراسات التي اجريت، واطلع عليها بعض الشخصيات الاولى، تشير بوضوح الى فقدان فريق الرئيس سعد الحريري وحلفائه ما يقارب ثلاث عشرة مقعداً، وهذا كلام ليس لبنانياً فحسب، بل اميركياً حيث هناك من يقول ان السفارة الاميركية في بيروت، قامت عبر مراكز دراسات باجراء دراسة وتبين لها ان حلفاءها في لبنان، لن يحصلوا على اكثرية نيابية. مما يفقدها قوة الفيتو على الاسم الرئاسي المقبل.
ولذلك فان ما سيجري في المرحلة القريبة الراهنة، وفق المعطيات، هو الهجوم السياسي والاعلامي الكاسح، على حزب الله من بوابة السلاح وسوريا وتدخله في شؤون اخرى، كما سيجري الهجوم ان اضطرهم الامر على الرئيس نبيه بري، ورفع وتيرة الخطاب المذهبي بحدة، لتأجيج المشاعر المذهبية التي وحدها القادرة بتجييش الشارع، مع دعم مالي بات جاهزاً، لكن المشكلة ان هناك اقطاباً في الساحات المذهبية، باتت تستطيع قيادة لعبة التوازن الانتخابي، منهم اسماءسابقة وحاضرة واسماء جديدة دخلت في معترك التنافس مع الرئيس سعد الحريري وبات قادرة على مزاحمته وفق القانون الجديد والسيطرة على بعض المقاعد في بعض المناطق. وهذا السبب وفق المعلومات الذي حمله سابقاً على الطلب من الرئيس نبيه بري تأجيل الانتخابات، قبل حسم الجيش اللبناني وضع التطرف السلفي الشاذ في الشمال، وحينها دعم رئيس بري طلب الحريري، تحت عنوان، لا يجوز ضرب الاعتدال السني الذي يمثله سعد الحريري في لبنان تحت عنوان اي خلاف.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك