ثمة اعتقاد في القاهرة، وفقاً لأوساط دبلوماسية مصرية، بأن السعودية التي أبدت استعدادها للتجاوب مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب فيما بات يعتبر "صفقة القرن"، ترغب ايضا في معرفة ما الذي لدى اسرائيل من خطط واقتراحات لازالة عقبة كبيرة امام التسوية تتمثل بـ"حزب الله". وفي هذا السياق يتحرك "اللوبي" السعودي في واشنطن على خط إدراج "مسألة" "حزب الله" على جدول اعمال اي تفاهم محتمل مع اسرائيل، وفي هذا الاطار زار وزير شؤون الخليج تامر السبهان العاصمة الاميركية لهذا الغرض، وعمل باوامر ملكية على تشجيع الادارة الاميركية على ممارسة المزيد من الضغوط الاقتصادية على الحزب، والاخطر من كل ما تقدم ان السعوديين ابلغوا الاميركيين انهم لا يمانعون بان تقوم تل ابيب بعمل ما لما يسمونه ""نزع اظافر" ايران في لبنان وسوريا.
وفي ضوء هذه التسريبات الدبلوماسية، بات مفهوماً الان ما حصل خلال الزيارات "المفاجئة" لبعض المسؤولين اللبنانيين الى المملكة، ويمكن القول بحسب الاوساط المطلعة في بيروت، أن "البازل" قد اكتمل الآن، فرئيس حزب الكتائب سامي الجميّل ورئيس القوات اللبنانية سمير جعجع لم يتلقيا اي امر عمليات سعودي للتحرك ضد الحزب، ولم يشعرا ان لدى المملكة "خارطة طريق" لتغيير موازين القوى الداخلية "المختلة"، لكن المناخ العام المسرب عن اللقاء مع ولي العهد الامير محمد بن سلمان اوحى بأن المملكة تنتظر "شيئا ما" وهو ما ظهر من خلال ترداده أكثر من مرة على مسامع ضيفيه" ضرورة "الصمود"، مع الثناء الواضح على مواقفها "الجريئة" في مواجهة "حزب الله"... هذه التسريبات التي تقاطعت عبر اكثر من مصدر، يبدو انه جرى تقييمها جيدا لدى قيادة حزب الله وهو ما تطلب اتخاذ قرار بصدور موقف قوي عبر عنه الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في خطابه الاخير.. ويبدو ان "الرسالة" قد وصلت، بدليل التحرك الفرنسي..
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك