لعلّ أقبح ما في الفقر أنّه لا ينحصر بزمان. إلا أنّ في كلّ الأزمنة والأوقات واللحظات، واقعاً دائماً يقترن بالأغنياء والفقراء. في حين أنّ آلاف الناس، وربّما الملايين منهم، يعيشون حياة مليئة بالترف والرفاهية والتبذير والبذخ، يبقى الفقراء محرومين...
لعلّ الترف المفرط والتبذير والرفاهية ليست إلا ما يعبّر عن نمط حياة الكثير من النجوم حول العالم وخصوصاً الذين وصلوا بشهرتهم إلى العالمية، جانين ثروات طائلة "ما بتهزها الريح"!
لطالما شكّلت أساليب الترف وتبذير المال عند النجوم صدمات لدى الناس، وخصوصاً حين يصل بهم الأمر إلى البذخ اللامنطقي وغير المبرّر، نسبةً إلى نظرة الناس البعيدين عن الأضواء وأصحاب الرواتب القليلة والمتوسّطة.
ربّما لا يُختصَر عدد النجوم أو النجمات المبذّخين بلائحة صغيرة، لكننا نذكر عدداً منهنّ: نجمة تلفزيون الواقع الأميركية كيم كارداشيان التي تفيد التقارير الإعلامية من حين إلى آخر، بأنّها تعيش حياة ترف أقصى. وهي كانت في السنتين الماضيتين، على سبيل المثال، خصّصت مبلغ 5000 دولار أسبوعياً لتتلقّى ابنتها الصغيرة التي لم تكن تتعدّى عمر الثلاث سنوات، اهتماماً بجمالها و"مكياجها" وتسريحة شعرها وطلاء أظافرها وإطلالتها بمساعدة خبراء.
وتأتي المغنية الأميركية العالمية بريتني سبيرز أيضاً ضمن هذه القائمة. إذ أنّ مصروفها، وخصوصاً في الفترة الأخيرة، وصل إلى ملايين الدولارات خلال أشهر قليلة جداً.
أمّا نجمة تلفزيون الواقع الأميركية كايلي جنير (20 عاماً)، شقيقة كارداشيان من والدتها، فأنفقت أخيراً 70 ألف دولار خلال جولة التبضّع الأولى لطفلتها المنتظرة، عدا عن المبالغ الخيالية التي تصرفها على حاجاتها الشخصية. إضافةً إلى مئات النجوم والنجمات غيرهم حول العالم.
يبلغ هؤلاء النجوم والنجمات مرحلة يصبحون فيها سطحيّي التفكير وسخيفي الاهتمامات والأولويات بفعل برمجة عقولهم على حياة البذخ والترف والرفاهية المفرطة.
غير أنّ ما يشفع ببعض نجوم البذخ، والذي يعتبره البعض "كفراً" أكثر منه بذخاً، هو أنّهم يعوّضون عن "كفرهم" بتعاونهم مع جمعيات خيرية عدّة بإرسالهم تبرّعات للمحرومين.
ولعلّ أحقر ما في الفقر أيضاً أنه لا ينحصر بمكان. ربّما بعض النجوم لا يدرون أنّ خلف كلّ زقاق يحتضنهم ويحتضن أناساً يعيشون أسلوب حياتهم نفسه، أزقّة بؤس لا تحتضن سوى المعدومين والحالمين. باريس، ونيويورك، واسطنبول، وسيدني ومكسيكو وغيرها من المدن العالمية، شاهدة على ذلك.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك