أكدت أوساط وزارية بارزة أن وزير الخارجية جبران باسيل أجرى اتصالات بعيدة عن الاضواء مع نظرائه الاوروبيين في محاولة لاستكشاف طبيعة التصعيد الاميركي وحدوده، واحتمالات التصعيد الاسرائيلي العسكري، ووفقا للمعلومات تلقى وزير الخارجية اجوبة "مطمئنة" لجهة عدم وجود اي مؤشرات لدى تلك الدول حول استعدادات اسرائيلية للقيام بعمل عسكري واسع النطاق ضد لبنان، ولم يظهر تبادل "الرسائل" بين قوات اليونيفيل العاملة في الجنوب والجانب الاسرائيلي وجود اي طلب بتعديل تموضع هذه القوات، كما لم تسجل أجهزة استخبارات الدول المشاركة في هذه القوات أي مؤشرات مقلقة تستدعي التحرك الميداني او الدبلوماسي "العاجل".
لكن الدبلوماسية الاوروبية دعت الى "الحذر" وترقب خطوات الرئيس الاميركي دونالد ترامب اتجاه ايران لانها ستكون لها تداعيات تعيد "خلط الاوراق" في المنطقة وتفتح "الباب" امام احتمالات كثيرة. الموقف الاوروبي واضح وقد تم ابلاغ الادارة الاميركية ان الوقت لإلغاء الاتفاق النووي مع إيران، ليس مناسبا. ومع افتراض ان ترامب تبنى خيارا "وسطيا" بالاعلان عن خرق إيران للاتفاق دون اتخاذ قرار بالغائه، وترك القرار للكونغرس لاتخاذ الموقف المناسب خلال ستين يوما، فان هذه "التسوية" لا تقلل المخاطر، لانها ستفتح "الابواب" لممارسة ضغوط كبيرة على إيران لدفعها الى الموافقة على تعديل الاتفاق. وقد شرح الاميركيون لنظرائهم الاوروبيين "خارطة الطريق" التي يريدون السير بها في المرحلة المقبلة، فما تريده واشنطن من طهران هو رقابة وثيقة على المواقع العسكرية الإيرانية السرية والعلنية؛ وهو امر صعب التحقق، فطهران لم توافق على هذا الامر خلال التفاوض مع إدارة أوباما. ومن الصعب جدا أن توافق عليه اليوم.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك