رعى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة غسان حاصباني ندوة نظمتها الرابطة اللبنانية للروم الأرثوذكس في لبنان بعنوان: "طائفة الروم الأرثوذكس في لبنان تاريخا حاضرا ومستقبلا".
ورأى حاصباني في كلمة له أنه "لا بد من الإنطلاق من مفاهيم عالمية وتحولات كبرى خارج الأرثوذكسية للتمكن من توصيف الحالة والحلول المقترحة للتحديات التي يواجهها الأرثوذكس المشرقيون في العالم".
وقال: "إن العالم يشهد ثورات على مستويات عدة أهمها الثورة الاقتصادية والتكنولوجية، الثورة الاجتماعية والديمقراطية والثورة الجيو سياسية. وهذه الثورات تحدد معالم مستقبل العالم وهي متوقعة ان تستمر بالتفاعل والنضوج خلال العقود الاربعة المقبلة. فمع تطور التكنولوجيا ندخل عصرا صناعيا جديدا تتغير فيه متطلبات العمل مع المكننة فتصبح المهارات والخبرات المكتسبة في العقود الخمسة الماضية غير كافية للقيام بالاعمال المطلوبة واتخاذ القرارات القيادية السليمة فنرى اثرا سلبيا على الاقتصاد وزيادة في البطالة والفجوة بين الغني والفقير، والمؤهل لاستخدام التكنولوجيا واقتصاد المعرفة والأمي تكنولوجيا ومعلوماتيا. وذلك يؤدي الى ثورة اجتماعية مبنية على تمكين الافراد على حساب المؤسسات، والمجموعات الصغرى على حساب الكيانات الكبرى فيتغير مفهوم الديمقراطية من مفهوم اكثري الى مفهوم تمثيلي لمكونات المجتمعات الصغرى. وقد تكون هذه المكونات إما عرقية او طائفية او عشائرية وقد تكون عابرة للحدود الجغرافية. ويصبح التنافس والتعاون بينها مبني على قدرتها في التأثير على بعضها البعض. ولا بد ان يكون لهذه التحولات الاقتصادية والاجتماعية أثر على الصعيد الجيو سياسي يتمثل في نزعة الشعوب للعودة الى بنية لا مركزية تحفظ خصوصيات المكونات التي تشعر بالغبن من مكونات اخرى ضمن الكيان الاكبر. فنحن نرى اليوم ملامح هذه التحولات في المملكة المتحدة واسكتلندا واسبانيا (كاتالونيا تحديدا) واحتمالات في اليونان وبعض الدول الاوروبية الاخرى وهذا من دون ان نتحدث عما يحدث في منطقتنا من تغيرات على هذا الصعيد".
وتابع حاصباني: "في هذا العالم الجديد لم تعد نظرية المؤامرة قائمة للتذرع بها تفسيرا لفشل الدول والمؤسسات بل اصبح من الواضح ان الشعوب تبحث عن عقد اجتماعي جديد وتواجه من قبل القوى التقليدية إما بقوة السلاح او بقوة المال لمنعنها من الوصول الى اهدافها او على الاقل تأخيرها لربما تتحسن الاوضاع الاقتصادية وتعود المجتمعات الى الاستقرار. واذا نظرنا الى المسيحية في العقود الخمسة المقبلة، نرى ان أعدادها ستتقلص بسبب تقلص عدد الولادات وتراجع نسبة الخصوبة وزيادة عدد الوفيات لأن المجتمعات المسيحية حول العالم ليست فتية. اضافة الى ذلك، فإن غالبية الذين يتحولون الى طوائف أخرى هم من المسيحيين".
وقال: "ينقسم المسيحيون الى: كاثوليك 1,2 مليار، بروتستانت 800 مليون، أرثوذكس 300 مليون، أنكليكان 85 مليون وغيرهم 41 مليون. وبالرغم من ان بداية المسيحية كانت في الشرق الأوسط، تضم اليوم هذه المنطقة أقل نسبة مسيحيين (5%) وأصغر عددا (17 مليون) بين كل المناطق الأخرى حول العالم التي يوجد فيها المسيحيون. وسكانها يندرجون من ضمن العشرة في المئة من المسيحيين الذين يعيشون كأقليات والأسباب الأساسية هي الهجرة. ويقدر عدد المسيحيين في الشرق الاوسط بنحو 17,3 مليون نسمة، من بينهم 12,5 من الارثوذكس يوزعون بغالبيتهم على مصر وسوريا ولبنان مع عدد كبير من المهاجرين الذين يعيشون في دول الخليج، خاصة في المملكة العربية السعودية. يشكل الارثوذكسيون في المنطقة النسبة الاكبر من المسيحيين ونسبة 3,5% من عدد السكان الاجمالي وهم يلعبون ادوارا بارزة في الاقتصاد والعلوم ويشغلون مراكز ادارية وقيادية عديدة".
وأردف قائلا: "يعاني المسحيون، والارثوذكس خاصة لانهم أكثرية الاقلية، من الهجرة لأسباب عدة منها اقتصادية ومنها سياسية او اجتماعية، وذلك يهدد الوجود العددي على المدى البعيد. لكن انتشار الارثوذكس الانطاكيين يمتد على عدد كبير من البلدان.
ورأى حاصباني في كلمة له أنه "لا بد من الإنطلاق من مفاهيم عالمية وتحولات كبرى خارج الأرثوذكسية للتمكن من توصيف الحالة والحلول المقترحة للتحديات التي يواجهها الأرثوذكس المشرقيون في العالم".
وقال: "إن العالم يشهد ثورات على مستويات عدة أهمها الثورة الاقتصادية والتكنولوجية، الثورة الاجتماعية والديمقراطية والثورة الجيو سياسية. وهذه الثورات تحدد معالم مستقبل العالم وهي متوقعة ان تستمر بالتفاعل والنضوج خلال العقود الاربعة المقبلة. فمع تطور التكنولوجيا ندخل عصرا صناعيا جديدا تتغير فيه متطلبات العمل مع المكننة فتصبح المهارات والخبرات المكتسبة في العقود الخمسة الماضية غير كافية للقيام بالاعمال المطلوبة واتخاذ القرارات القيادية السليمة فنرى اثرا سلبيا على الاقتصاد وزيادة في البطالة والفجوة بين الغني والفقير، والمؤهل لاستخدام التكنولوجيا واقتصاد المعرفة والأمي تكنولوجيا ومعلوماتيا. وذلك يؤدي الى ثورة اجتماعية مبنية على تمكين الافراد على حساب المؤسسات، والمجموعات الصغرى على حساب الكيانات الكبرى فيتغير مفهوم الديمقراطية من مفهوم اكثري الى مفهوم تمثيلي لمكونات المجتمعات الصغرى. وقد تكون هذه المكونات إما عرقية او طائفية او عشائرية وقد تكون عابرة للحدود الجغرافية. ويصبح التنافس والتعاون بينها مبني على قدرتها في التأثير على بعضها البعض. ولا بد ان يكون لهذه التحولات الاقتصادية والاجتماعية أثر على الصعيد الجيو سياسي يتمثل في نزعة الشعوب للعودة الى بنية لا مركزية تحفظ خصوصيات المكونات التي تشعر بالغبن من مكونات اخرى ضمن الكيان الاكبر. فنحن نرى اليوم ملامح هذه التحولات في المملكة المتحدة واسكتلندا واسبانيا (كاتالونيا تحديدا) واحتمالات في اليونان وبعض الدول الاوروبية الاخرى وهذا من دون ان نتحدث عما يحدث في منطقتنا من تغيرات على هذا الصعيد".
وتابع حاصباني: "في هذا العالم الجديد لم تعد نظرية المؤامرة قائمة للتذرع بها تفسيرا لفشل الدول والمؤسسات بل اصبح من الواضح ان الشعوب تبحث عن عقد اجتماعي جديد وتواجه من قبل القوى التقليدية إما بقوة السلاح او بقوة المال لمنعنها من الوصول الى اهدافها او على الاقل تأخيرها لربما تتحسن الاوضاع الاقتصادية وتعود المجتمعات الى الاستقرار. واذا نظرنا الى المسيحية في العقود الخمسة المقبلة، نرى ان أعدادها ستتقلص بسبب تقلص عدد الولادات وتراجع نسبة الخصوبة وزيادة عدد الوفيات لأن المجتمعات المسيحية حول العالم ليست فتية. اضافة الى ذلك، فإن غالبية الذين يتحولون الى طوائف أخرى هم من المسيحيين".
وقال: "ينقسم المسيحيون الى: كاثوليك 1,2 مليار، بروتستانت 800 مليون، أرثوذكس 300 مليون، أنكليكان 85 مليون وغيرهم 41 مليون. وبالرغم من ان بداية المسيحية كانت في الشرق الأوسط، تضم اليوم هذه المنطقة أقل نسبة مسيحيين (5%) وأصغر عددا (17 مليون) بين كل المناطق الأخرى حول العالم التي يوجد فيها المسيحيون. وسكانها يندرجون من ضمن العشرة في المئة من المسيحيين الذين يعيشون كأقليات والأسباب الأساسية هي الهجرة. ويقدر عدد المسيحيين في الشرق الاوسط بنحو 17,3 مليون نسمة، من بينهم 12,5 من الارثوذكس يوزعون بغالبيتهم على مصر وسوريا ولبنان مع عدد كبير من المهاجرين الذين يعيشون في دول الخليج، خاصة في المملكة العربية السعودية. يشكل الارثوذكسيون في المنطقة النسبة الاكبر من المسيحيين ونسبة 3,5% من عدد السكان الاجمالي وهم يلعبون ادوارا بارزة في الاقتصاد والعلوم ويشغلون مراكز ادارية وقيادية عديدة".
وأردف قائلا: "يعاني المسحيون، والارثوذكس خاصة لانهم أكثرية الاقلية، من الهجرة لأسباب عدة منها اقتصادية ومنها سياسية او اجتماعية، وذلك يهدد الوجود العددي على المدى البعيد. لكن انتشار الارثوذكس الانطاكيين يمتد على عدد كبير من البلدان.
وبالنسبة لأعداد الارثوذكس، فان المؤسسات التابعة لطوائف اخرى مسيحية او غير مسيحية، تفوق عدد المؤسسات الارثوذكسية اذا ما نظرنا الى المدارس والمستشفيات والمستوصفات والجامعات. وتأثرت هذه المؤسسات بحكم انتشار الارساليات الغربية قبل الحرب العالمية وبعدها. وفي خضم كل التحديات العالمية والاقليمية والمحلية، على الطائفة الأرثوذكسية في المشرق ان تبدأ بالنظر الى المستقبل بطريقة أكثر استراتيجية، مستفيدة من قدراتها وتاريخها لتحسين اوضاعها وتحصينها من التحديات والمخاطر".
وإذ لفت إلى أن "المسألة ليست في التمثيل في الدولة أو خارجها"، قال: "التمثيل ليس بالأعداد بل بالقدرة على التأثير وإحداث التغيير الإيجابي المطلوب. ولا بد من البدء اولا بتحديد الاهداف. فهل الهدف هو تثبيت وجودنا وتفعيله في ارضنا، ام انه تأمين الديمومة والاستمرارية لحضارتنا اينما وجدت؟ ام ان الجواب يكمن في الاثنين معا؟
وإذ لفت إلى أن "المسألة ليست في التمثيل في الدولة أو خارجها"، قال: "التمثيل ليس بالأعداد بل بالقدرة على التأثير وإحداث التغيير الإيجابي المطلوب. ولا بد من البدء اولا بتحديد الاهداف. فهل الهدف هو تثبيت وجودنا وتفعيله في ارضنا، ام انه تأمين الديمومة والاستمرارية لحضارتنا اينما وجدت؟ ام ان الجواب يكمن في الاثنين معا؟
اولا، اود ان اوضح الفرق، على الاقل من الناحية التي اراها بوضوح في ذهني، بين الكنيسة والطائفة والحضارة. فالكنيسة بحسب كيرلس الاورشليمي هي الكنيسة المقدسة الجامعة تمتد قوتها الروحية بلا حدود في كل العالم لأن الله -حسبما هو مكتوب- قد جعلها ملجأ سلام. نتقبل منها التعليم ونسلك بتقوى لننال ملكوت السموات ونرث الحياة الأبدية. وجسم الكنيسة هو الاكليروس والشعب والتعليم يأتي من الاكليروس. والطائفة فهي مجموعة من الناس، لديهم فلسفة واحدة وتدمج مفهوم الفكر بالمفهوم العددي. اما الحضارة الارثوذكسية فهي الخليط بين الطائفة والكنيسة، هي عابرة للحدود، مبنية على تعاليم الكنيسة، قوية بمواردها وطاقاتها، فلسفتها الحياتية واحدة، انها وببساطة تطبيق الوصيتين الالهيتين، الاولى وهي ان نحب الرب الهنا والثانية ان نحب اخوتنا كأنفسنا. هذه الاسس قد تبدو غريبة للغرب او لبعض الحضارات الاخرى لانها تعني ان التطور لا يقاس بالتكنولوجيا او الاستهلاك او الامور المادية بل بالعلاقات الغير استغلالية او عدوانية مع الاخرين حيث لا نحتل بلدان الاخرين او نملي عليهم طريقة عيشهم بل ننمي علاقات جيدة معهم. وهذا لا يعني اننا ضعفاء، او لا يمكننا ان نواجه الشر، بل اننا ندافع عن كل من هم اضعف منا. فحضارتنا ليست موجودة لاستغلال الاخرين بل لمحاربة الشر ونشر ثقافة التعاون بين الحضارات والدفاع عن هذه القيم".
أضاف حاصباني: "في عالم اصبحت فيه الشبكات العابرة للحدود هي من الاكثر تأثيرا، والتواصل بين المجتمعات أكثر سهولة وصوت الفرد يعلو احيانا على صوت المنظمات عبر الاعلام والتواصل الحديث، والاستشارة والشورى والمشورة مع الجماعة والافراد اصبحت امرا لا بد منه في آلية اتخاذ القرار بطريقة مستنيرة، والتعاون من اجل تطوير المجتمع يستبدل أحادية القرار والسلطات المركزية، وانظمة ادارة العالم والدول والمؤسسات تتجه أكثر فأكثر الى اللامركزية في ادارة شؤونها. في هذا العالم، لا بد من ان نشكر الرب حق الشكر بان كنيستنا الانطاكية مكونة من ابرشيات على امتداد العالم، وطائفتنا لديها الامكانات وحضارتنا مبنية على تنمية العلاقات الحسنة".
ورأى أن "كل هذه العوامل تساعد على تأمين الديمومة في عالمنا المتغير محليا إقليميا وعالميا"، قائلا: "من المهم ايضا ان نحافظ على ما لدينا وان نطور مكامن النقص واستعمال نقاط القوة لتقليص نقاط الضعف باتخاذ خطوات استراتيجية جريئة منها: تعزيز التواصل بين ابرشيات الكنيسة على المستوى الشعبي وبين الاكليروس والشعب على المستوى التعليمي وتمكين الاكليروس من استخدام التكنولوجيا للتخاطب بطريقة ابوية رعائية والتفاعل مع الاراء المخلصة ودحض الافكار الهدامة والمغرضة؛ استجماع الطاقات المادية والفكرية والبشرية وقدرات التأثير لبناء المؤسسات ونشرها على اوسع نطاق، لتطوير المجتمع وتعزيز الحضارة الارثوذكسية في بلادنا والانتشار؛ الاستفادة من الهيكلية اللامركزية لبناء علاقة وثيقة مع المجتمعات الحاضنة والمحيطة بأبرشيات الكنيسة على المستوى المحلي، وتعزيز المرونة في ادارة الشؤون بالتعاون بين الاكليروس والشعب؛ الاعتماد على ابناء الطائفة المنتشرين عالميا، والموزعين في اتجاهات سياسية ومؤسسات مختلفة، والناشطين اقتصاديا، على بناء علاقات وشبكات مؤسساتية مؤثرة؛ عدم الخلط بين مفهومي الوحدة والمركزية في ادارة شؤون الطائفة، فيمكن للطائفة ان تكون موحدة بالفكر والفلسفة والتعاليم على مساحة العالم، ومتعاونة ضمن شبكة علاقات وتواصل بين وحداتها المتفرقة جغرافيا. فالخبرة اظهرت ان طريقة "فكر عالميا وتصرف محليا" كانت سر استمرارية المؤسسات الكبرى الواسعة الانتشار. التفكير والتخطيط المركزي لرسم الخطوط العريضة للاستراتيجيات والعمل اللامركزي على تطبيقها بحرية يساعد بشكل كبير على تخطي الصعوبات وتسهيل تضافر الجهود. وقد يساعد ذلك في تعزيز فعالية الطائفة في مجتمعها كما هي الحال في الكنيسة".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك