أقام نائب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي للشؤون الخارجية دريد ياغي مأدبة غداء تكريمية للسفير الصيني وانغ كي جيان، في مطعم "الروابي" في بعلبك، لمناسبة العيد الوطني لجمهورية الصين الشعبية، في حضور رئيس بلدية بعلبك حسين اللقيس، رئيس اتحاد بلديات بعلبك نصري عثمان، وفاعليات.
رحب ياغي بالسفير الصيني والوفد المرافق، وقال: "إن ما يجمعنا بالضيوف الأعزاء إرث حضاري كبير يعود إلى آلاف السنين، ومفهوم مشترك لحقوق الشعوب في تقرير مصيرها وبناء حاضرها ومستقبلها على أسس العدالة والمساواة والسلام، كما يجمعنا أيضا الموقف المشترك في مواجهة كل أشكال الاستعمار، القديم منه والجديد".
واعتبر "أن العلاقة التاريخية بين شعبينا وبلدينا لم تنته عند طريق الحرير، بل انطلقت إلى المشترك في المفهوم الأخلاقي والإنساني الإيجابي، والتي تختلف تماما عن تلك المفاهيم الامبريالية والاستعمارية التي تنشر الحروب والدمار والدم في عالمنا اليوم".
وأضاف: "إننا نتطلع إلى تطوير هذه العلاقات المشتركة بين البلدين في كل الميادين وفي كل مجالات التنمية، مستفيدين مما حققه شعبكم من تقدم اقتصادي وعلمي وتقني. لقد وقف شعبكم إلى جانب قضايا شعوبنا في كل القضايا الوطنية وفي مقدمها القضية الفلسطينية، وما زال، ونحن أيضا وقفنا إلى جانب الشعب الصيني في كفاحه الطويل لتحقيق الاستقلال، رغم الضغوط التي تعرضنا لها في الخمسينيات من القرن الماضي، إلا أننا انتصرنا معا وسنستمر معا".
بدوره قال السفير كي جيان: "زيارتي هذه كانت فرصة لألتقي سعادة المحافظ بشير خضر، للتعرف الى أحوال المحافظة بشكل عام، وتبادل الآراء حول سبل التعاون بيننا. على المستوى السياسي تربطنا علاقات طيبة جدا مع لبنان، على كل المستويات، وهناك تبادل زيارات بين المسؤولين في الصين ولبنان، وتبادل التأييد في المحافل الدولية في الشؤون الإقليمية والدوليةفيما بيننا".
وأكد أن "الصين هي الشريك الاقتصادي الأول للبنان منذ ثلاث سنوات على التوالي، وهناك تواصل دائم لرجال الأعمال اللبنانيين مع الصين، سواء لشراء بضائع أو للتعاون في الكثير من المشاريع، وقبل قليل زرت مصنعا للزجاج في بعلبك تم بالتعاون مع الصين في التجهيزات والمعدات. ولا بد من الإشارة إلى أن الحكومة الصينية تقدم مساعدات اقتصادية للحكومة اللبنانية في مجالات عدة، منها التجهيزات والأدوات المكتبية والسيارات والأدوات والمعدات الطبية".
وأضاف: "نقدم أيضا مساعدات إنسانية للنازحين السوريين الموجودين في لبنان، وإلى المجتمعات الحاضنة، وآخرها كانت كمية 2764 طنا من الأرز قدمناها للنازحين السوريين عن طريق وزارة الشؤون الاجتماعية، وقد وصلت الشحنات الثلاث من المساعدات إلى مرفأ بيروت، وستوزع على النازحين من وزارة الشؤون الاجتماعية، بالإضافة إلى مساعدات تقدمها الصين عبر المنظمات الدولية".
ورأى أن "لبنان يتميز بالشأن الثقافي والحضاري، وهناك تبادل وثيق بين الفنانين والمثقفين والأكاديميين الصينيين واللبنانيين في مختلف المجالات، وآخرها كان عرض فرقة كركلا عملها "إبحار في الزمن" الذي كان ناجحا جدا".
وأعلن أن "الصين تقدم مساعدات عسكرية إلى الجيش اللبناني، من أجل رفع قدراته الدفاعية عن الوطن ومكافحته للإرهاب".
وأكد أن "علاقات جيدة وطيبة تربط السفارة الصين بلبنان، والسفارة على تواصل وثيق مع الجهات الحكومية لتوطيد العلاقات بين بلدينا، والعمل للتعاون بيننا في مجالات عدة، كما نتعاون مع وزارة الاقتصاد ووزارات أخرى لتعزيز الصادرات اللبنانية إلى الصين، خصوصا في المنتجات التي يتميز بها لبنان مثل الزيت والنبيذ".
وأشار الى أن "هناك تعاونا وثيقا ضمن مبادرة "حزام وطريق"، لإنعاش طريق الحرير القديم، وتحويلها إلى فرصة لتعاون دولي جديد بين الدول التي تقع في الشريط الاقتصادي لطريق الحرير، بما فيها لبنان، ويمكن بهذا الخصوص إجراء تعاون اقتصادي وتجاري ومالي وثقافي بين الصين وتلك الدول، والاستفادة من هذه المبادرة أيضا لإنشاء مشاريع بنى تحتية أو مشاريع صناعية وإنتاجية".
ولفت إلى أنه "ضمن إطار التعاون في إطار مبادرة حزام وطريق، وقع الوزير رائد خوري خلال زيارته للصين مذكرة أرست للمزيد من التعاون بين البلدين".
وأوضح أن "آليات التعاون مع الحكومة اللبنانية تتم عن طريق مجلس الإنماء والإعمار الذي يطرح قائمة المشاريع من الجانب اللبناني ويحدد الأولويات، وبدوره الجانب الصيني يدرس تلك المشاريع المقترحة، ويرشح المشاريع التي من الممكن أن تستفيد من الهبات والقروض الصينية الميسرة، أو المشاريع الني يمكن التعاون بشأنها مع الصين".
وختم: "السفارة الصينية تسهل وتدعم التعاون في المجال الاقتصادي، وخلال زياراتي إلى المناطق اللبنانية استمعت إلى آراء رجال الأعمال والاقتصاد، واستمعت إلى ملاحظاتهم وأفكارهم، ولمست رغبتهم بالتعاون مع الصين، ونناقش دائما كيفية التغلب على الصعاب والعقبات والمشاكل إن وجدت".
وتحدث اللقيس فقال: "يسرني الترحيب بسعادة السفير باسم المجلس البلدي وأهالي هذه المدينة التاريخية والعريقة، وعبركم أنقل احترامنا وتحياتنا وتقديرنا إلى الشعب الصيني العظيم والصديق، وللحكومة الصينية التي تتميز بصداقتها الفعلية لشعوبنا وقضايانا".
ولفت إلى أن "العلاقة بين بلدية بعلبك والصين توطدت السنة الماضية خلال مؤتمر مدن درب الحرير في قزوين الإيرانية، واتفقنا مع الوفد الصيني على متابعة التواصل، وقد استكملنا اللقاءات في بعلبك خلال زيارة جمعية الصداقة بين بلدينا، وزيارة نائب وزير خارجية الصين التي زارت بعلبك برفقة سعادة السفير قبل أشهر".
وأعلن أن "بلدية بعلبك لمست أن المواقع الأثرية والثقافية والتاريخية والتراثية في بعلبك غير معروفة بالشكل المطلوب في الصين، لذا سنبادر إلى إنشاء موقع إلكتروني لبعلبك بكل اللغات الأجنبية ومنها الصينية، وثمة مصلحة كبيرة لمدينة بعلبك بالانفتاح على الشرق الأقصى، وخصوصا على الصين، ونأمل دعمكم في بعض المشاريع الإنشائية والإنمائية ليكون لأياديكم البيضاء مساهمات في تنمية المدينة".
من جهته نوه عثمان "بدعم الصين للشعب العربي وقضاياه القومية والمصيرية وخصوصا قضية فلسطين في المحافل الدولية".
وتمنى على الصين "دعم القطاع الزراعي في منطقة البقاع".
واستمع السفير الصيني إلى مداخلات الحضور التي شددت على "المزيد من التعاون بين الصين ولبنان في المجالات الاقتصادية والسياحية والتربوية والصحية والإنسانية".
وقدم كل من ياغي ورئيس نقابة الفنانين الحرفيين والتشكيليين في البقاع عامر الحاج حسن ورجل الأعمال حسن عساف دروعا تقديرية لكي جيان.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك