بأكثر من "هزّة" وأقل من "زلزال" يمكن توصيف ما أحدثته، على الساحتين الدولية والاقليمية، مواقف الرئيس الاميركي دونالد ترامب إزاء ايران أمس. فهو صحيح لم يعلن الانسحاب من الاتفاق النووي ولم يصنف الحرس الثوري منظمة ارهابية، الا ان العقوبات التي طالب الكونغرسَ بإعادة فرضها على طهران - لدفعها نحو وقف أنشطتها التوسعية نوويا وعسكريا "وإلا" - وتلك التي طالت للمرة الاولى أمس، "البازدران"، ستخلق من دون شك، واقعا جديدا في المنطقة، ضاغطا أكثر على "الجمهورية الاسلامية"، ليصبح السؤال "كيف سترد ايران، أَعَبر رضوخٍ للشروط أم عبر تسخينٍ للجبهات وتصعيد سياسي"، فيما تدل مواقف الدول الخليجية المرحبة بالاستراتيجية الاميركية الجديدة، الى ان الرياح التي ستلفح الاقليم في قابل الايام، لن تكون هادئة أو دافئة...
ووسط هذه الاجواء غير المطمئنة، يجب على لبنان "حماية رأسه" وتحصين ساحته لمواجهة أي عواصف محتملة، وذلك يكون، وفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية"، باعتماد سياسة "النأي بالنفس". وفي هذا الاتجاه "الوقائي"، يذهب ما أعلنه رئيس الحكومة سعد الحريري من الفاتيكان أمس حين قال "يجب علينا الحفاظ على الاستقرار وعلى هذا التوافق القائم في البلد، الذي هو لمصلحة لبنان"، سائلا "ما الذي يُقدّمه لبنان أو يؤخّره في الكباش الحاصل بين ايران والولايات المتحدة"؟ وفي وقت تعهد "بالعمل لتجنيب لبنان أي أخطار"، أشار الى ان "استقرار البلاد لا دخل له بما يحصل حولنا" وطمأن الى ان "الحكومة لن تتفجر لأنّنا جميعاً نعمل لمصلحة لبنان".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك