يلتزم لبنان الرسمي، بحدود "التسوية السياسية" التي أتت بالعماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية وبسعد الحريري لرئاسة الحكومة، ما يوفر لحزب الله غطاء سياسيا، بوجه تصعيد الرئيس الاميركي دونالد ترامب الضاغط، والذي امتد الى الداخل اللبناني، عبر الجولات التي تقوم بها السفيرة الاميركية اليزابيث ريتشارد للفعاليات اللبنانية السياسية والطائفية في كل المناطق، وصولا الى رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبدالأمير قبلان في الضاحية الجنوبية، كجزء من الرد المباشر على حملة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والقيادات الايرانية على السياسة الاميركية، وفق مصادر ديبلوماسية لـ"الأنباء".
وبالتوازي، أعلن الرئيس سعد الحريري من روما، التزام حكومته بسياسة النأي بالنفس عن المحاور وقال: لا دخل للبنان بالنزاع الاميركي ـ الايراني.
وفي غضون ذلك، حلت عقدة قبول اعتماد السفراء بين البلدين، فوافقت المملكة على قبول اعتماد فوزي كبارة كسفير للبنان لديها، بينما وافق لبنان على اعتماد وليد اليعقوب، مساعد الوزير السبهان، سفيرا للمملكة في لبنان.
الى ذلك لاحظ الوزير السابق فيصل كرامي ان الوزير جبران باسيل رجل حاكم، والقرارات التي تتخذ تسري على الجميع في البلد، بما في ذلك رئاسة الحكومة.
وعن تيار المستقبل، قال كرامي انه اصبح يمثله اشرف ريفي، والثالث مخفي يقوده فؤاد السنيورة.
وفي استطلاع للرأي حصل ريفي على 26% من المستطلعين في طرابلس مقابل 20% للرئيس نجيب ميقاتي و18% لتيار المستقبل برئاسة سعد الحريري وباقي الفعاليات 3% وما دون.
على ان الرئيس الحريري يبدو اكثر انزعاجا من الرئيس ميقاتي الذي بدأ يتوسع سياسيا واجتماعيا باتجاه بيروت، بحيث غرد من روما قائلا: "الرئيس ميقاتي نازل انتقادات لقرارات الحكومة. لمن ارجع عا بيروت حا رد عليه.. أو لما اعمل مجلس وزراء في طرابلس"، ورد ميقاتي توا بالقول: اهلا بكم في طرابلس يا دولة الرئيس.
وفي موضوع النازحين السوريين، قال الحريري بعد لقائه البطريرك الراعي في روما، ان هناك ورقة مشتركة بين وزير الخارجية جبران باسيل ووزير الداخلية نهاد المشنوق وتم التوافق على بعض الأمور.
داخليا يبدو ان التسوية السياسية المعتمدة تسمح بتمرير ما لا يمرر، ويبرز في هذا الاطار، فشل المناقصة الجديدة لاستئجار المزيد من البواخر التركية لتوليد الكهرباء بسبب عيوب دفتر الشروط ولكون شركة "كارادنيز" التركية التي يمثلها في لبنان نقيب المهندسين السابق سمير ضومط (تيار المستقبل) ظلت العارض الوحيد لذلك أبطلت المناقصة.
انتخابيا، اطلق رئيس حزب الحوار الوطني فؤاد مخزومي ماكينة الانتخابات امس، باستقدامه خبراء انتخابات لتدريب 250 شخصا من العاملين معه، امس واليوم.
وتقول مصادر مخزومي ان الرئيس سعد الحريري استبكر تحركه، لكنه قرر المبادرة منذ اليوم متجنبا الكشف عن تحالفاته اللاحقة، ومن ضمنها التناغم مع اللواء اشرف ريفي الذي قرر ان يتمدد انتخابيا الى بيروت ايضا.
من جهته، رئيس مجلس النواب نبيه بري تحدث مجددا عن اللقاء الذي جمعه بالرئيس الحريري والنائب وليد جنبلاط وان هدفه حفظ الاستقرار اللبناني بعد مؤشرات التصعيد في المنطقة وان اللقاء ليس موجها ضد احد وانه لن يكون الاخير.
بدوره، رئيس القوات اللبنانية د.سمير جعجع الموجود حاليا في سيدني (أستراليا) اسف في لقاء مع قواتيين لقول البعض ان القوات أيدت انتخاب عون من اجل المراكز، وان هذا البعض لا يعرف التاريخ ولا الماضي وبالتأكيد لا يعرف الحاضر، مستغربا محاولة البعض اعادة النفوذ السوري الى لبنان باستخدام قضية النازحين، وقال ان رئيس الجمهورية هو من يتصرف كرئيس للجمهورية، وسأل: أميل لحود كان رئيسا لمدة 9 سنوات، فهل كان رئيسا للجمهورية؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك