نشر موقع "المونيتور" الأميركي تقريرا سلّط فيه الضوء على التنافس بين الجيش السوري والقوات التي تدعمه، بينها "حزب الله"، من جهة، و"قوات سوريا الديمقراطية" التي تدعمها الولايات المتحدة الأميركية من جهة ثانية، للسيطرة على المناطق التي تحررت من "داعش"، وذلك تزامناً مع استعار المعركة في شرق سوريا"، موضحا أنّ "حزب الله" يؤدي دوراً بارزاً في البادية التي تربط سوريا بالعراق، فهذه المنطقة تضطلع بأهمية استراتيجية كبرى، بفعل غناها بالنفط والغاز وقربها من العراق، وبالتالي أهميتها لإيران إذا ما أرادت أن تربط طهران ببيروت".
ولفت إلى أنّ "إيران تعتمد على حركة "النُجباء" العراقية لإنشاء خط إمداد يمر في العراق ويصل إلى دمشق، أما مهمة تأمين الجانب السوري من الحدود فأوكلت إلى "حزب الله".
في هذا السياق، نقل التقرير عن قيادي في "حزب الله"، رفض الكشف عن هويته، تشديده على أهمية الميادين والبوكمال الواقعتيْن على الحدود العراقية، وتساءل "كيف عسانا نربط إيران بـ"حزب الله" من دونهما؟".
وكشف القيادي أنّ أكثر من 8000 عنصر من "حزب الله" يشارك في القتال في شرق سوريا، "حيث تمت استعادة أكثر من 70 في المئة من الأراضي"، مؤكداً أنّ "الإيرانيين والروس اتفقوا على استعادة البادية كلّها". وعلى الرغم من إعلان "قسد" أنّها لن تسمح للجيش السوري بعبور نهر الفرات ومن تأكيد مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد، بثينة شعبان، أنّ الجيش السوري سيقاتل كل القوات بما فيها "قسد" في إطار سعيه إلى السيطرة على هذه المنطقة، أوضح القيادي أنّ "حزب الله" لن يشارك في أي قتال ضد القوات الكردية، وقال "الأكراد ليسوا أعداءنا، فعملوا معنا في عدد من المناطق، ولا أعتقد أنّ الحرب معهم واردة". أضاف القيادي أنّ "كلاً من إيران و"حزب الله" والجيش السوري يرأس غرفة مشتركة تدير العمليات في دير الزور، والحزب غالباً ما يكون مسؤولاً عن العمليات الهجومية وأنّ قوات الجيش السوري عادة ما تتبع عناصره لتثبيت الأمن في المناطق المختلفة. كما تابع القيادي بأنّ وحدات الهندسة في "حزب الله" تتخذ القرار المتعلق بإنشاء مقار وتقسيم المهام وتحديد عدد الوحدات اللوجستية المطلوبة".
توازياً، تطرّق القيادي إلى الظروف المناخية الصعبة في البادية، فقال "تكون في مكان ما وسرعان ما تجد نفسك في آخر بسبب العواصف الصحراوية التي تهب فجأة"، مضيفاً "فقدنا 18 عنصراً بين السخنة ودير الزور، حاصرنا "داعش" وكنا منتشرين على 8 خطوط أمامية، واستخدم شاحنات تبلغ زنة كل واحدة منها طناً لمهاجمتنا، وانتهى الأمر بحرق رجالنا أحياء". وختم بالقول "لم تنته الحرب في سوريا، ما زلنا نقاتل وسنقاتل عندما تستدعي الحاجة.. وسنذهب حيث ترسلنا قيادتنا".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك